اندلع جدل أمس بعدما اتهم النظام السوري طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بقصف مواقع جنوده في محافظة دير الزور شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة عسكريين وإصابة 14، وهي تهمة نفاها التحالف الذي قال أن أقرب نقطة قصفها في دير الزور تبعد عن الموقع المستهدف بما لا يقل عن 55 كيلومتراً. وهيمنت تداعيات هذه الحادثة، وهي الأولى من نوعها، على بقية التطورات الميدانية الأخرى في عموم البلاد والتي كان أبرزها تفجير المعارضة نفقاً أسفل موقع للنظام في حلب، وسط أنباء عن غارات جوية عنيفة على جرود القلمون على الحدود السورية - اللبنانية. وأعلنت وزارة الخارجية السورية الإثنين أن أربع طائرات للتحالف الدولي «استهدفت أحد معسكرات الجيش العربي السوري في دير الزور بتسعة صواريخ ما نجم عنه استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة عشر آخرين»، واصفة ذلك ب «الاعتداء السافر» الذي «يؤكد مجدداً أن التحالف الأميركي يفتقد إلى الجدية والصدقية من أجل مكافحة فعّالة للإرهاب»، مطالبة مجلس الأمن «بالتحرك الفوري إزاء هذا العدوان واتخاذ الإجراءات الواجبة لمنع تكراره». ونقلت «فرانس برس» عن مصدر عسكري سوري إن الغارات استهدفت «مستودعات ذخيرة مؤلفة من مبان عدة، ومعسكر تدريب» مساء الأحد، ما أحدث انفجاراً كبيراً». وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة من قوات النظام قُتلوا و14 آخرين على الأقل أصيبوا بجروح «جراء قصف لطائرات حربية يُعتقد أنها تابعة للتحالف... على نقطة حراسة في معسكر الصاعقة بالقرب من بلدة عياش بريف دير الزور الغربي». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ل «فرانس برس» إنها «المرة الأولى التي يتكبد فيها النظام خسائر بشرية جراء قصف جوي من التحالف»، مضيفاً «لم يسبق أن تعرضت قوات النظام لأي قصف من التحالف الذي تستهدف غاراته» مقار تنظيم «داعش» وصهاريج النفط التابعة له في دير الزور. ويسيطر «داعش» على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وعلى حقول النفط الرئيسية فيها، ولا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور في أيدي قوات النظام. ونفى الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ستيف وارن ل «فرانس برس» قصف أي قاعدة عسكرية في دير الزور. وقال «اطلعنا على التقارير السورية، لكننا لم ننفذ أي ضربات في ذلك الجزء من دير الزور (أول من) أمس، لذلك نرى أنه ما من أدلة». وأوضح أن غارات التحالف استهدفت منطقة «تبعد 55 كيلومتراً عن المكان الذي قال السوريون انه تعرض للقصف»، مؤكداً «عدم وجود أي عناصر بشرية» في تلك المنطقة، وأن «كل ما قصفناه كان آبار نفط». بدوره نفى ممثل الرئيس الأميركي في التحالف بريت ماكغورك في تغريدة على «تويتر» قصف أي معسكر للجيش السوري، معتبراً أن «التقارير عن تورط التحالف خاطئة». وأعلنت بريطانيا الخميس أن طائراتها استهدفت حقل العمر النفطي في دير الزور في أولى طلعاتها في سورية ضمن عمليات التحالف. ميدانياً، أشار المرصد إلى «اشتباكات عنيفة مستمرة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في قرية عكو ومحيط بوز الخربة بريف اللاذقية الشمالي وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة، ومعلومات عن سيطرتها على قرية عكو». وتابع أن طائرات حربية يُعتقد أنها روسية أغارت صباحاً على مناطق في جبل التركمان بالتزامن مع «قصف مكثّف» من قوات النظام على جبلي الأكراد والتركمان حيث أفيد عن مقتل خمسة من الفصائل الإسلامية والمقاتلة. وفي إدلب (شمال غرب سورية)، أشار المرصد إلى تنفيذ طائرات حربية يُعتقد أنها روسية غارة على مدينة جسر الشغور، فيما انفجرت عبوة بسيارة لإحدى المجموعات الإسلامية في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب الغربي و «أنباء عن شهداء وجرحى». وتابع أن رجلاً قُتل في بلدة محمبل نتيجة إطلاق النار عليه من مسلحين مجهولين. أما في محافظة حماة (وسط) فقد قصفت طائرات بلدة اللطامنة بالريف الشمالي، فيما قصفت قوات النظام بلدة كفرنبودة بالريف الشمالي الغربي وفق المرصد الذي أشار إلى مقتل ثلاثة من الفصائل الإسلامية في سهل الغاب. وفي حمص بوسط البلاد أيضاً، تحدث المرصد عن سقوط قذائف و «أسطوانات متفجرة» على أطراف قرية حوش حجو ومنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، فيما سُمع دوي انفجار عنيف ناجم عن عربة مفخخة في محيط مدينة القريتين الخاضعة لسيطرة «داعش» في ريف حمص الجنوبي الشرقي. كذلك أشار المرصد إلى اشتباكات في محيط مدينة تدمر بالريف الشرقي. وفي مدينة حلب (شمال)، سُمع دوي انفجار ضخم اعتقد بعضهم أنه نتيجة هزّة أرضية لكن تبيّن لاحقاً أنه ناجم عن تفجير المعارضة نفقاً أسفل مبنى تتمركز به قوات النظام في محور الليرمون - الخالدية شمال مدينة حلب، تبعه وقوع «اشتباكات عنيفة بين الطرفين»، وفق المرصد. أما «شبكة شام الإخبارية» فنقلت عن ناشطين إن عناصر «لواء فرسان الحق» و «الفرقة 16» فجّروا نفقاً يحوي «أكثر من 50 طناً من المتفجرات» تحت معامل الدفاع في حي الخالدية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى من قوات النظام و «لواء القدس» الإيراني. وأقرت صفحات مؤيدة للنظام بوقوع التفجير، لكنها قالت إن «الجيش السوري يسيطر على الوضع بشكل كامل في جبهة حي الخالدية بعد فشل المسلحين بتفجير نفق ثان». وتزامنت معارك الليرمون - الخالدية مع قصف المعارضة حي جمعية الزهراء الخاضع لسيطرة النظام في حلب، ومع اشتباكات بين الجانبين على أطراف حي بني زيد وقرب دوار شيحان بمدينة حلب، كما أشارت صفحات المعارضة إلى سقوط عشرات الضحايا في قصف للطيران الروسي على حيي السكري والصالحين في حلب. وحقق النظام وحلفاؤه، في غضون ذلك، تقدماً في ريف حلب الجنوبي. وأورد المرصد في هذا الإطار تقريراً عن «اشتباكات على محاور زيتان وخلصة وخان طومان بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من جهة أخرى، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على قريتي خلصة وزيتان». وأشار إلى إعطاب الفصائل المقاتلة دبابة لقوات النظام إثر استهدافها بصاروخ «تاو» أميركي. وفي ريف حلب الشمالي، نقل المرصد معلومات عن مقتل عائلة من 7 أشخاص هم 4 أطفال وسيدتان ورجل بعدما انفجرت بهم ألغام زرعها «داعش» بين قريتي حربل وكفر ناصح. وفي محافظة الرقة (شمال شرقي سورية)، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت بين «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية تل رول بريف بلدة عين عيسى. وتابع أن 13 شخصاً هم 8 أطفال و5 مواطنات قُتلوا في حين أصيب آخرون بجروح «جراء قصف لطائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف على منطقتي الفخيخة والكرامة» في الرقة، قائلاً إنه غير معروف هل القتلى من الجنسية السورية أم أنهم من عوائل «المقاتلين المهاجرين» في تنظيم «داعش». وزاد أن هذا التنظيم فقد ما لا يقل عن 36 من عناصره «جراء أكثر من 15 انفجاراً هزّت مقرات ومواقع التنظيم في الفرقة 17 والفروسية والفخيخة ومعسكر الطلائع ومنطقة الكرامة بريف الرقة ومحيط المدينة»، مشيراً إلى أن هذه الانفجارات ناجمة عن قصف لطائرات حربية «يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي». وفي محافظة الحسكة المجاروة (شمال شرقي سورية)، قال ناشطون إن غارات شنها طيران التحالف الدولي على مواقع يُشتبه أنها تابعة ل «داعش» تسببت في وقوع «مجزرة مروعة» في قرية الخان القريبة من بلدة الهول (قرب الحدود السورية - العراقية). وأفادت تقارير أولية بأن الغارات أوقعت ما لا يقل عن 20 قتيلاً و25 جريحاً غالبيتهم من المدنيين. وفي ريف دمشق، قال المرصد أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة (34 برميلاً على الأقل) مدينة داريا بالغوطة الغربية حيث قُتل «قائد ميداني في لواء إسلامي إضافة إلى مقاتلين آخرين من الفصائل الإسلامية»، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة المرج بالغوطة الشرقية، حيث تحدثت صفحات مؤيدة للنظام عن تقدم لقواته نحو مطار المرج الاحتياطي. وقرب دمشق، أفادت «شبكة شام الإخبارية» بأن الطيران الروسي شن أمس 15 غارة على جرود القلمون بين سلسلة جبال لبنانالشرقية والحدود السورية (جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك) ما أدى إلى وقوع «أضرار كبيرة» في مستشفى ميداني وإصابة عدد من المدنيين. وكانت تقارير سابقة على مواقع للمعارضة السورية قالت إن الغارات شنتها طائرات إسرائيلية على مواقع ل «حزب الله». وفي درعا (جنوب)، قال المرصد أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة بلدة بصر الحرير، فيما أغار الطيران الحربي على بلدة الشيخ مسكين. ونقل المرصد عن «مصادر متقاطعة» أن أكثر من 100 عنصر من فصيل إسلامي سلموا أنفسهم لقوات النظام في ريف درعا و «لا يُعلم إذا كان التسليم تم عبر اتفاق مسبق مع قوات النظام».