في مساعٍ لوقف انتشار فيروس «زيكا» الذي أصبح خطراً يهدد العالم، يسعى علماء مختصون في مجال الجينات الوراثية إلى إنتاج نوع جديد من البعوض غير قادر على نقل العدوى والأمراض إلى الكائنات الحية. وأفادت صحيفة «اندبندنت» البريطانية إن «مجموعة من العلماء يحاولون حالياً إنتاج جيل جديد من البعوض قادر على مزاحمة الأنواع التقليدية الناقلة للأمراض والقضاء عليها، من خلال عملية التكاثر الطبيعية». ويُركز العلماء في برنامج تطوير الجيل الجديد من البعوض، على تطوير بكتيريا قادرة على قتل وتدمير العدوى المسببة للأمراض المنقولة عبر لسعاته. وأشرف علماء في جامعة «موناش» الاسترالية، على عملية حقن مئات آلاف حشرات البعوض بنوع جديد من البكتيريا المقاومة للأمراض، وإيجاد بيئة مناسبة لتكاثرها، على أن ينشروها لاحقاً في جميع أنحاء العالم. وطالب العلماء بإيجاد الظروف الملائمة لتكاثر هذا النوع الجديد من البعوض في كل دولة، وذلك على خلاف التحذيرات السابقة التي أطلقها متخصصون في مجال الأوبئة والأمراض السارية، من خطر انتشار البعوض ومنعه من التكاثر قدر الإمكان. وسجلت استراليا تقدما كبيراً في نتائج اختبارت النوع الجديد من البعوض، مقارنة بما أحرزته دول أخرى مثل كولومبيا وفيتنام واندونيسيا والبرازيل. وأكد العلماء القائمون على الدراسة أن البكتيريا الموجودة في البعوض الجديد، ستقضي على البعوض المسؤول عن نقل وانتشار أمراض لا تقل خطورة عن فيروس «زيكا». وأدى انتشار «زيكا» إلى إعلان حال الطوارئ في العالم، بعدما سجلت «منظمة الصحة العالمية» عدداً كبيراً من الإصابات بالمرض الذي يشكل خطراً على الأطفال حديثي الولادة. وكانت دراسة سابقة أشارت إلى أن ظاهرة «إل نينيو» المناخية هي المسؤولة عن ظهور فيروس «زيكا» في البرازيل ومن ثم في باقي أنحاء العالم. وخلصت الدراسة التي نشرتها صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، إلى أن «ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المنطقة، إضافة إلى الجفاف الشديد ساعد في تكاثر البعوض الناقل للفيروس».