أكد خبراء أن ظاهرة «إل نينيو» المناخية هي المسؤولة عن ظهور فيروس «زيكا» في البرازيل وانتشاره في أنحاء العالم. وخلصت الدراسة الجديدة التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إلى ان «ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المنطقة، إضافة إلى الجفاف الشديد ساعد في تكاثر البعوض الناقل للفيروس (زيكا)». وأوضح الباحثون من جامعة «حيفا» ومن «المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها» (اي سي دي سي) ان «قيام الناس في تلك المناطق بتخزين المياه في حاويات بالقرب من منازلهم في أوقات الجفاف، خلق موطن مناسب لتكاثر البعوض». وأعلنت «منظمة الصحة العالمية»، الإثنين الماضي، حال طوارئ للصحة العامة في العالم بعد تفشي الإصابة بالفيروس، بسبب مخاوف من ارتباطه بتشوهات خلقية تصيب المواليد الجدد. وسجلت البرازيل أكثر من أربعة آلاف إصابة مؤكدة بصغر الجمجمة، يخشى أن تكون مرتبطة بالفيروس. وقال الدكتور القائم على الدراسة، شلومين باز، مع البروفيسور يان سيمينزا، إن «ارتفاع درجات الحرارة الشديدة والجفاف، نتيجة ظاهرة (إل نينيو)، إضافة إلى التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة، هما السبب في انتشار (زيكا)». في حين توقع خبراء اخرين أن «الأمطار الغزيرة في أجزاء من أميركا اللاتينية والوسطى، نتيجة (إل نينيو)، هي السبب وراء انتشار الفيروس». لكن الدكتور باز وزملائه استبعدوا ان تكون الأمطار الغزيرة عاملاً مهماً في انتشار الفيروس، بقدر موجة الحر الشديدة شمال شرقي البرازيل. استناداً إلى بيانات «وكالة الولاياتالمتحدة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» (ان او اي اي)، التي أظهرت أن «النصف الثاني من 2015 شهد ارتفاعاً في درجات حرارة وجفاف شديد، في فصلي الشتاء والربيع بنصف الكرة الجنوبي». وأشار الدكتور باز إلى ان «انتشار (زيكا) بدأ من تلك المناطق في ذلك الوقت». وأوضح انه «من المعروف ان ارتفاع درجات الحرارة إلى حد ما يزيد من تكاثر البعوض، واحتفاظ الناس بالمياه في حاويات خارج منازلهم أوقات الجفاف، يخلق بيئة مثالية للتكاثر». وشدد الدكتور باز على أهمية «معالجة آثار المناخ الذي وجد انها السبب الرئيس في انتشار البعوض الناقل للفيروس (زيكا)، إضافة إلى مخاطر صحية اخرى يسببها مثل (حمى الضنك) و (شيكونغونيا)». من جهتها، أكدت «هيئة الأرصاد الجوية في اليابان» ان ظاهرة «إل نينيو» المناخية بلغت ذروتها الآن وإن ثمة احتمالات قوية بامتدادها حتى فصل الربيع المقبل، لكن الأحوال الجوية ستعود إلى سابق عهدها بحلول الصيف. وتتسبب هذه الظاهرة بارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ، ما قد يتمخض عن موجات جفاف في بعض بقاع العالم وفيضانات في بعضها الآخر.