على رغم بروزها المرشحة الأوفر حظاَ لنيل ترشيح الحزب «الديمقراطي» لخوض سباق الرئاسة الاميركي المقرر في 2016، إلا ان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون تواجه منافساً قوياً هو السيناتور عن ولاية فيرمونت برني ساندرز. وفي استطلاع أجرته «جامعة كينيبياك» في ولاية أيوا، برز ساندرز منافساً قوياً لكلينتون بحصوله على نسبة 41 في المئة مقارنة مع 40 لكلينتون، ويكاد يتفوّق عليها أيضاً في ولاية نيو هامبشير. وذكر موقع «ذا ستار» الكندي ان ساندرز تمكن خلال حملة الانتخابية من رفع قيمة التبرعات في حملته إلى26 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقترباً من منافسته هيلاري كلينتون (28 مليون دولار)، ومتفوقاً في الوقت نفسه على أوباما في عام 2007، ما يجعل منه المنافس الأقوى لكلينتون في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب. ويقدم ساندرز نفسه للناخبين «الديموقراطيين» على أنه « الاشتراكي الديمقراطي»، فيما يصفه بعض المحللين بأنه من «أقصى اليسار الأميركي»، ويجعل من عدم المساواة في الدخل محور حملته الانتخابية فيقول: «هناك شيئاً خاطئاً، عندما يمتلك واحد في المئة من الأثرياء ثروات توازي ما لدى 90 في المئة من الأميركيين الأقل ثراء»، واصفاً النظام الاقتصادي في بلاده بأنه «غير أخلاقي» لأنه يعمل لصالح الأثرياء، مطالباً ب «ثورة سياسية لتحويل أميركا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وبيئيا»، وب «حكومة تنتمي إلى كل الناس، وليس إلى حفنة من أصحاب البلايين». ويشتهر ساندرز بدعمه لحقوق الاقليات الاثنية والعرقية، إضافة لمطالبتة السابقة الحكومة الفيدرالية برفع مخدر «الماريوانا» من قائمة المخدرات غير القانونية، لتصبح فى متناول المواطنين في الولايات التى ترغب فى تقنين المخدر. وعلى رغم من تقدم سنه (74عاما)، إلا أن حملته تحظي بدعم كبيرمن الشباب وإقتراحه بفرض ضرايب على شركات «وول ستريت» لجعل التعليم الجامعي مجاناً، ما عرضه لحملة انتقاد شديدة من صحيفة «واشنطن بوست» التي اتهمته ب «الترويج لأجندة تتجاوز المال إلى السيطرة». ولساندرز مواقف سياسية عدة ، فكان المعارضين لاستخدام القوة العسكرية في حرب الخليج، مبرراً ذلك بأن منطقة المنطقة الشرق الأوسط لن تكون أكثر سلاماً بعد الحرب، اضافة لمعارضته الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، محذراً من أنها ستخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. وكان لساندرز موقفه ضد سياسة «التمييز العنصري» ضد الأميركيين من أصول أفريقية، إذا شارك وهو طالباً في المسيرة التاريخية في واشنطن في العام 1963، ويقول: «كان السؤال بالنسبة لي العدالة الأساسية فقط. فلم يكن مقبولاً في أميركا وجود عدد كبير من الأميريكيين من أصول أفريقية يحظر عليهم التصويت، أو الذهاب لتناول الطعام في مطعم، أو الاقامة في الفنادق، فيسكنون في مساكن معزولة، ويذهبون إلى مدارسهم المنفصلة . كان هذا ظلم كبير، وكان لابد من التعامل معه». ولد ساندرز ذو الأصول اليهودية في الثامن من أيلول (سبتمبر) 1941 في حي بروكلين في نيويورك، حيث نشأ لأبويين بولنديين هاجرا إلى الولاياتالمتحدة ، وحصل على البكالوريوس في علم النفس من «جامعة شيكاغو» وتولي عام 1981 رئاسة بلدية برلنغتون، وفاز بعضوية الكونغرس عام 1990 عن ولاية فيرمونت، ونال عضوية مجلس الشيوخ عام 2006، وأعيد انتخابه عام 2012 ، وفقاً لموقع «بيو» الذي يعرض السير الذاتية للمشاهير. وعاش ساندرز لبعض الوقت في احدى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويرى نفسه يهودياً غير متدين، ويشتهر بدعمه الكامل لسياسة إسرائيل، ويأمل في حال انتخابه أن يكون اليهودي الأول الذي يتولي منصب القائد العام للقوات المسلحة في أميركا.