أبلغ الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره التايواني ما يينغ جيو، في أول قمة استضافتها سنغافورة أمس بين زعيمي البلدين منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، إن الصينوتايوان يجب ألاّ تسمحا لمؤيدي استقلال تايوان بالتفرقة بينهما. ورغم تأكيد الرئيس التايواني أن اجتماع القمة «لا يهدف الى إثارة الماضي بل النظر الى المستقبل لتعزيز السلام في المضيق، والحفاظ على الوضع القائم»، أحرق متظاهرون تجمّعوا في مطار تايبه، عاصمة تايوان، صُوَرَه وصُوَرَ نظيره الصيني مرددين «شي الديكتاتور... وما الخائن»، ما دفع الشرطة إلى توقيف 27 منهم. كما تجمّع متظاهرون قرب القصر الرئاسي في تايبه، بعدما حاول آخرون اقتحام البرلمان في العاصمة التايوانية ليل الجمعة، رافعين لافتات كُتِبَ عليها «استقلال تايوان». وكانت الصين تراجعت في شكل مفاجئ عن رفضها الدائم عقد لقاء منفرد بين رئيسها ونظيره التايواني، وذلك قبل أسابيع من تنظيم الجزيرة انتخابات رئاسية مقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل، ويتوقع ان تشهد هزيمة حزب كومينتانغ القومي الحاكم أمام الحزب «الديموقرطي التقدُّمي» الذي يؤيد الاستقلال، وهو ما تريد بكين تجنُّبه. وشهدت القمة الحافلة بالرمزية مصافحة تاريخية بين الزعيمين، قبل أن يُجريا محادثات استمرت نحو ساعة. وقال شي: «لا يمكن أي قوة أن تفرّقنا لأننا أخوة لا نزال مرتبطين باللحم ولو انكسرت عظامنا. نحن أسرة لا يمكن أن يتحول دمها إلى ماء». ورد ما بتأكيد عزمه على الترويج للسلام عبر مضيق تايوان، مشدداً على ان العلاقات يجب أن تستند الى «الصدق والحكمة والصبر». وفي شكل غير مباشر، طالب الصين باحترام ديموقراطية تايوان، ونمط حياتها، ما دفع زعيمة الحزب «الديموقراطي التقدمي» المرشحة للإنتخابات الى إبداء خيبة من تصريحاته، متعهّدة العمل مع شعب تايوان ل «إصلاح أي ضرر تسبّبه قمة سنغافورة». وفي تأكيد للحساسيات في الصين، بثّ التلفزيون الرسمي كلمة شي على الهواء مباشرة، ثم قُطِعَ البث لدى بدء الزعيم التايواني حديثه. وأثار ذلك شكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية حول الرقابة، قبل ان يعرض التلفزيون لاحقاً تسجيلاً لكلمة ما الافتتاحية. وكان لافتاً وصف صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية المقرّبة من الحكم، قمة سنغافورة بأنها «تقدُّم تاريخي قد يخلق فضاءات جديدة للعلاقات بين الصين القارية وتايوان». لكنها استدركت ان «تايوان ليست بلداً، ويجب ان يقبل مجتمعها هذا الواقع الذي لا يمكن ان تغيّره أي قوة دولية، ولا الولاياتالمتحدة».