عطا الله الجعيد، ساعد الثبيتي، محمد الحارثي شيع آلاف المواطنين والمقيمين أمس في محافظة الطائف بعد صلاة الجمعة جثمان الشهيد متعب بن ساعد بن جار النبي المالكي الذي استشهد على خط المواجهة مع المتسللين مع عدد من زملائه، حيث أكتظ مسجد عبدالله بن العباس بالمصلين الذين أدوا صلاة الميت على جثمان الشهيد وشيعوه إلى أن دفن في مثواه الأخير مرتديا بزته العسكرية. وكان جثمان الشهيد المالكي قد وصل إلى الطائف مساء أول من أمس من ساحة البطولة في طائرة إخلاء طبي وتم نقله إلى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي حيث أودع ثلاجة الموتى لحين يوم أمس حيث نقل مباشرة إلى مسجد عبدالله بن عباس دون تغسيل وتكفين، وبمجرد أن حملت الجنازة على الأكتاف توافد آلاف المشيعين لنقلها إلى مثواها الأخير وبعد عملية الدفن وقف والد الشهيد الشيخ ساعد المالكي وأشقاؤه يتقبلون التعازي من آلاف المعزين الذين شاركوهم عملية الدفن. وكان والد الشهيد محتسبا صابرا تظهر على محياه ملامح الفخر بنيل ابنه وسام الشهادة وقال في تصريح ل"الوطن" لقد استشهد ابني في سبيل حماية دينه ووطنه ولنا الفخر والاعتزاز أن يكون متعب فداء للوطن، وقلوبنا ولله الحمد صابرة محتسبة ونسأل الله أن يتقبله شهيدا بإذن الله. من جهته أشار شقيق الشهيد عيضة بن ساعد المالكي أن الشهيد كان يطلب من والدته دائما الدعاء بالنصر، كما أشار إلى أن والدته رفضت الذهاب إلى موعد لها في أحد مستشفيات الرياض مع أحد أشقائه قبل أن ترى متعب. يذكر أن الشهيد قد درس الابتدائية في قرية ود في بني مالك والمتوسطة والثانوية في الرياض والتحق بالقوات المسلحة في عام 1424، وهو الابن الرابع للشيخ المسن ساعد المالكي الذي غادر أبناؤه الأربعة محافظة الطائف للدفاع عن الوطن حيث كتب الله لكل منهما العمل على خدمة الوطن في مناطق شتى فعيظة في الرياض ومفرج في نجران وعبد الكريم في ينبع والشهيد كان في خميس مشيط وانتقل إلى الخوبة للدفاع عن الوطن . من جهته أكد محمد المالكي أحد أقارب الشهيد أن الأسرة ستتقبل العزاء في محافظة الطائف ثم ستنتقل إلى منطقة بني مالك جنوبالطائف لإكمال بقية مراسم العزاء نظرا لوجود زوجته هناك وهي تنتظر مولودها الأول في غضون الأيام القادمة. إلى ذلك توافدت أمس ومنذ الصباح الباكر حشود كبيرة من قبائل بللحمر وبللسمر إلى وادي أل عمر ببللحمر شمال مدينة أبها 100كم لتقديم سنة العزاء لوالد شهيد الواجب الرقيب عبدالرحمن بن محمد أل طالع الأحمري أحد أفراد القوات المسلحة الذي استشهد أول من أمس على خط المواجهة مع المتسللين في منطقة الخوبة. وقال والد الشهيد المتقاعد محمد بن عوضه أل طالع : ترك لنا ابني عبدالرحمن تاج على رؤوسنا ووساماً على صدورنا وذلك باستشهاده في خط المواجهة أمام زمرة تريد النيل من أرضنا وتحاول زعزعة أمننا إلا أن الله دحر هذه الفئة الباغية وذلك بحكمة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لأبنائنا الأشاوس في خط المواجهة للدفاع عن حدودنا الغالية والتي سنبذل الأنفس للذود عنها. من جهته قال العقيد الركن علي بن ظافر أل طالع ابن عم الشهيد عبدالرحمن أنه لم يمض على زواجه سوى أقل من خمسة أشهر وكان رحمه الله ينوي أن يكمل بناء منزل والده الذي لم يستطع إكمال بنائه منذ عدة سنوات وكان يريد أن ينهي الالتزامات المالية المترتبة عليه في زواجه ثم يبدأ في تحقيق حلمه الذي راوده كثيراً بإكمال بناء منزل أسرته وتأثيثه حيث كان مثالاً يحتذى في البر والطاعة لوالديه إلا أن قضاء الله وقدره جعله في قائمة شهداء الوطن وسيعوضه الله في آخرته عمّا فاته في دنياه. وأشار شيخ شمل قبائل بللحمر منصور بن عبدالله أل محيا إلى أن الشهيد هو أحد أفراد قبائل بللحمر المعروف عنهم الإخلاص فكيف لا يكون مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه وقد تترجم إخلاصه ليكون شهيداً ورمزاً من رموز قبائل بللحمر التي ستفخر به على مدى الدهور.