وأنت تحفر وتظمأ يا جاهل.. لا تظهر تلهفك. استمر في المداعبة البطيئة، اصنع الحيلة تلو الأخرى وكن منكراً على الدوام، فالتصديق السريع والاندفاع يقتل في المهد. المناورات ينبغي أن تكون طويلة. حتى البقاع الصغيرة لا تهملها. التقط من كل ركن مكسباً مهما ضؤل شأنه. انصت ولا تتنصت. تحدث بالهمهمة دون الإفصاح. التقط كل الإشارات التي تأتيك ولا تتحين لحظة الالتقاء أبداً. لا تكن منتظراً ولتكن مسافراً على الدوام. استجب للتوقف من دون أن تتوقف وتقدم من دون أن يلحظ الآخر مسيرتك ولهاثك. اكمن وأنت ترقى وارق وأنت تحفر وتظمأ. لا تتسلل خارجاً لتراقب الموضع الذي توصلت إليه. ابق في حريق حواسك النهمة، أضف المزيد لتجني المزيد. فريق الحكمة قبل سنوات أظنها أكثر من ال 20. كنت ألعب في فريق اسمه غريب بعض الشيء.. كان فريق حارتنا يحمل اسم «الحكمة»، ولأنني لم أكن سريعاً ولا مراوغاً لم ألعب سوى ك «قلب دفاع» وهي «الخانة» التي يحتكرها رئيس الفريق وابن خالته لهذا فرغم محافظتي على التمارين بدقة كنت أعرف النتيجة سلفاً: لا ألعب. كان المدرب حين يريد إقناعي بأن موضوع المباريات غير مهم، يقول لي إن المهم في الرياضة هي تنمية الجسم.. ممارساً الدور الوحيد الذي يربطه باسم الفريق. صدقت المدرب وقتها أو لم أصدقه.. لم يكن مهماً. فلن أحب «الحكمة» طيلة عمري. بعدما ارتبطت بمهارات لا أتقنها. الغريب أن فريق الحكمة كان ينهزم على الدوام من فريق آخر اسمه «التحطيم».. يكتسح فريقنا بالمهارات ذاتها التي كان أقراني يتفوقون علي فيها خلال التمارين. كنا نهزم بنتائج فضائحية لا نملك معها إلا أن نضحك، مدربنا ونحن وجمهور الحكمة القليل الذي لا يتعدى الأصابع. وضع اليد بين راحتين داخل أي شكل من أشكال المحبة: ثمة آلاف المسننات التي تؤجج طاقة التنكيل، اندفاع المياه الرقراقة تلك ينبع من موضع أظلاف الوحوش الجائسة وعروق الجحيم في استطراداتها وبحثها. أو أنه يُحشر إليه حشراً لينفجر فيما يدعى المصب. هناك في قيامة الرهافة تلك.. لا يلجم الشر فهو الطليق باعث الفراشات: يتحوصل في كبسولة بغلاف ملون ورائحة زكية، ينتشر في بحة الصوت وملمس اللغة. شاعرسعودي