قرأت في السابق فلسفة أعجبتني كثيرا، وهي أن تتخيل أن لديك كأس شاي بدون سكر ووضعت السكر به، ولكنك لم تحرك السكر فهل ستجد له طعما؟ حتى إن تركت السكر وقتا طويلا فلن تجد للشاي حلاوة، ولذلك سيبرد الشاي وأنت لم تستمتع بحلاوته! وأنا هنا سأسقط هذه الفلسفة على الفريق الكروي، فأنت إن جلبت أفضل اللاعبين من الناحية الفنية والتكتيكية، ومع ذلك لم يتم توظيفهم داخل الملعب من قبل المدرب، فلن تجد لهذا الفريق أي طعم أو رائحة أو لون، رغم ما يحمله هذا الفريق من قيمة فنية في مهارة لاعبيه. ملاعبنا السعودية في الغالب تتميز بوفرة كبيرة من اللاعبين المهرة، ولكن للأسف يوجد لدينا مدربون يرمون «السكر» داخل «الشاي» دون أن يحركوه أو يخرجوا أكبر قدر من الطاقات الممكنة الكامنة لدى اللاعب للاستفادة منه من أجل المجموعة. ولأن الشيء بالشيء يذكر فمثلا لاعب مثل إبراهيم غالب، أرى أنه يستنفد الكثير من الجهد والطاقة، وسيكون ذلك دافنا لموهبته التي عرفناه بها إن استمر على منواله، فهو كان لاعبا بارعا ومتميزا لأنه يلعب بحسب إمكانياته في مركز المحور الدفاعي، ولكن بداية هذا الموسم أرى أن إبراهيم غالب بدأ يتقدم للأمام كثيرا ويكثر من المراوغة على حساب واجبات مركزه، ولذلك تجد المدرب زينجا يخرجه ويزج بلاعب أكثر مهارة منه وتأدية للدور الذي يحاول أن يحشر نفسه فيه، وينطبق على اللاعب أحمد عباس أيضا ما ينطبق على غالب، ولذلك يجب على مدرب النصر أن يكون المسيطر على «نزوات» أمثال هؤلاء اللاعبين الشباب، وأن يسيطر على جموحهم بتوظيفهم كما يجب داخل الملعب، وأن يفكر اللاعب في المجموعة أكثر من تفكيره بجائزة أحسن لاعب في التصويت والحصول على ال 50 ألف ريال! أحضرت غالب وعباس كمثالين لا الحصر، لأن في أنديتنا السعودية أمثلة كثيرة نجدها تبرز في موسم وتختفي في الموسم الذي يليه، لأنها أصبحت مثل «جامعي الغنائم» على حساب العمل الجماعي! فهلا انتبهوا! · بالبووووز : - قرار لجنة الانضباط في حق اللاعب فيجاروا يذكرني بالموظف «اللي قام متأخر للدوام فأسرع بسيارته ووصل قبل أن يرفع دفتر التوقيع ولكنه اكتشف من اللخمة أنه لم يغسل وجهه»!