أشعر بخجل يجتاح كل كيانى عندما أحاول أن أتحدث عنه حتى لنفسى، أخرج يومياً فى موعد معه للقاء سعادتى الغائبة فى غيابه إن تحدث وجدت كلماته صادقة تلمس ذاتى فهو الشخص الوحيد الذى أشعر بالضعف أمامه، إن تحدث أستمع إليه وكأننى ما زلت تلميذه فى قلبه، أن تحب يعنى أن تصبح ضعيف لأنك تتنازل عن الصورة التى يعاملك الناس بها ويظهر داخلك هذا الطفل الذى يختبئ بين الأضلاع وليس له حضور إلى مع قدوم من تحب وصف البعض الحب بأنه كالضباب سريعاً ما يتلاشى، ولكنى أتساءل لماذا دائماً يصور البعض أن الحب ما هو إلا لحظات ؟؟ لماذا لم يصفونه بالشمس التى تشرق على الدنيا بشعاعها الذهبى الذى يملئ العالم بالدفئ والنور أو القمر الذى يسهر كل المحبين على أمل رؤياه وهم متشابكىّ الأيدى ! حينما تشعر أنك فى حضور شخصٍ ما يأتيك هواء للتنفس، طوق للنجاة، ليس لديك خيار فى توقف نبضات قلبك المتسارعة، خجل وإرتباك يزلزل كيانك، فأنت حقاً تحب ولا تحب فحسب بل أنت وصلت مرحلة الغرق فى الحب حتى أذنيك من يعرف الحب رغم ضعفه أمام من يحب إلا أنه يكون فى قمة قوته مع الأخرين، فالحب يعطى الثقة بالنفس والقوة، يجعلك تحمل داخلك مشاعر تسامح ومحبة مع كل الناس وكأنها حالة تجتاحك ولا شفاء منها هناك حب أشبهه بإدمان المخدرات، فهو غير دائم ويأتى فقط عند إستنشاق بعض الكلمات ممن تحب وسريعاً ما يزول وتعود إلى طبيعتك ! هذا الحب قد يؤلم صاحبه كثيراً عند التعافى منه لأنه تغلغل إلى عقله وقلبه وجعله فى حالة إدمان وإحتياج دائم إليه وهذا ليس حب فهو يرضى منه بالقليل فقط القليل وفى الحب لا يوجد قليل ! الحب الحقيقى الذى تشعر به هو الحب الذى يغزو كيانك ويكون إحتواءه لك فى كل الأوقات، لا يجعلك تشعر بالوحدة أو الرغبة الشديدة فى إستنشاق أى جرعة حب منه بل هو جزء لا يتجزأ منك إذا أحببت بصدق ستجد نفسك تسافر بخيالك فى كل الدنيا مع من تحب، ستطير معه على غيمة سعادة ستحتضنه فى جندول فى فينيسيا ستشعر أن السماء فى متناول يديك ستشعر أنك تعيش الطفولة مرة أخرى لذلك لا تتنازل ببساطة عن سعادة قلبك، فتش كثيراً وإصبر حتى يأتى اليوم الذى تشعر فيه أنك فى حضرة حبيبك تشعر بالخجل فما هو إلا بداية السعادة والطفولة إليك مرتبط