لما كانت الحركة الكشفية هي اقدم مؤسسات المجتمع المدني في العالم ممارسة للعمل التطوعي ، والتي بدأت منذ عام 1907 ، حتى اصبحت الرائدة في ذلك المجال ، وشهدت الكشافة السعودية التي تأسست عام 1381ه نمواً كبيراً في عدد المتطوعين المنخرطين لها حيث وصلوا اليوم الى اكثر من 100 الف كشاف متطوع ، بعد ان كانوا قبل سنوات قليلة لا يتجاوزون ال 19 الف كشاف ، وينتظر منها مضاعفة تلك الاعداد خاصة بعدما فتحت الجمعية باب آخر لزيادة العضوية مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ، وركزت استراتيجيتها على زيادة العضوية ، ورغبة في معرفة مايمكن تقديمه من الكشافة لتحقيق رؤية المملكة 2030 في العمل التطوعي ، فقد أجمع عدد من القيادات الكشفية ، ومسئولي لجان التنمية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية ، على اهمية دورهم في تحقيق التطلعات التي أكدت عليها رؤية المملكة في العمل التطوعي بتطويره ، ورفع نسبة عدد المتطوعين من 11 ألفاً فقط إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030. جاء ذلك خلال ورشة العمل التعريفية للمسؤولين عن لجان التنمية ومسؤولي الكشافة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي اقامته الجمعية مؤخراً أكد خلاله القائد محمد عبدالرحمن النجادي مدير فرع جمعية جستن بمحافظة الاحساء أن ذلك سيتم متى تم تحويل أهداف الرؤية الى إجراءات مبسطة للعمل بها ، والتدرج في تحقيق تلك الأهداف بحسب مدة الرؤية ، والاستفادة من المختصين ورواد الكشافة لتحقيق تلك الرؤية كل بحسب مجال تخصصه التطوعي . فيما يرى رائد المالكي رئيس قسم اللجان بمركز التنمية بالدرعية أن تحقيق تلك الرؤية يتطلب إيجاد لائحة منهجية رسمية للعمل التطوعي ، ويمكن الاستفادة من لوائح جمعية الكشافة والتجارب العالمية ، بالإضافة الى تثقيف المجتمع بأهمية العمل التطوعي ، وتأهيل وتدريب الراغبين بالعمل التطوعي ، ويشير عبدالله ابراهيم المقحم من لجنة التنمية الاجتماعية في شقراء الى ان الرؤية جاءت لتدعم المبادرات والخدمات الانسانية التي يمكن ان تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني مع الجهات الأخرى ومنها الكشافة صاحبة السبق في ذلك المجال، وهو مايزيد من لحمة التماسك الوطني ، ويؤكد خالد صالح الزهراني مدير مركز التنمية الاجتماعية في الباحة على انه لكي تحقق الرؤية اهدافها في العمل التطوعي لابد من استقطاب الشباب والفتيات من خلال المجموعات التطوعية ، وتعزيز مفهوم العمل التطوعي كما هو في الحركة الكشفية ، وتوفير المقرات والتجهيزات الكاملة لهذ الفئات داخل المؤسسات الاجتماعية ، مع التوسع في افتتاح المنظمات الاجتماعية ، وزيادة الدعم من خلال القطاع الخاص ، وينوه حسين موسى حقوي من مركز التنمية الاجتماعية بالرياض بدور اللجان كجهات أهلية ومنصات مهمة لاستقطاب المتطوعين ، وقدرتهم على تفعيل العمل التطوعي المؤسسي الذي يحقق اهداف وتطلعات الرؤية ، بشرط العمل على مزيد من التعزيز لأفراد المجتمع وتثقيفهم بماهية وأهمية العمل التطوعي داعياً الى الاستفادة من التجربة الكشفية ، ويؤكد خالد علي المطر من جمعية مكافحة السرطان بالأحساء ان الأمر يحتاج الى التوجيه والارشاد والدعم المعنوي والمادي لتثقيف المجتمع ، ونشر العمل التطوعي وأهميته بينهم ، ويشير يحيى راجح من مركز التنمية الاجتماعية بجازان الى ان الأمر يتطلب تعزيز العمل التطوعي من خلال الايمان بأهميته والاستفادة من الخبرة الكشفية في ذلك الأمر ، ووجود اهداف واضحة ومحددة للعمل التطوعي ، واحتساب الأجر من الله عند المبادرة في المشاركة بالعمل التطوعي ، ويؤيده في ذلك عبدالله راضي حمران امين الصندوق بلجنة التنمية الاجتماعية برغدان في منطقة الباحة حيث يرى ان العمل التطوعي الكشفي سباق في ذلك الأمر وله تجارب ناجحة في الحج والعمرة وغيرها من الاعمال التطوعية وان الاستفادة من خبراته مطلب لتحقيق تلك الرؤية ، ويدعو خالد ابانمي نائب رئيس لجنة التنمية في تمير الى اهمية الاستفادة من الخبرات الكشفية ، والتأهيل المستمر لراغبي العمل التطوعي ، ودعمهم وفق رؤى ذات تأطير من قبل مختصين وممارسين للعمل التطوعي ، ويشير حماد محمد الحماد جمعية رغبة الخيرية الى اهمية زيادة عدد المنتمين للكشافة باعتبارهم اكثر الناس التصاقاً بالعمل التطوعي منذ عشرات السنين ، واتاحة الفرصة للمبادرين بزيارة الدول الأخرى التي لديها تجارب ناجحة في العمل التطوعي .