أبرز ملتقى شرطة محافظة جدة الثاني لتطوير أداء عُمد الأحياء، أهمية الطابع الاجتماعي الذي كان يمثله مركاز العمدة في تاريخ جدة من خلال حرصه على استقرار الأمن والإلمام بشؤون واحتياجات الأهالي والسكان عبر مختلف الأزمنة, من خلال قراءة قدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء المشاركات الاجتماعية والثقافية والتواصل مع الجهات الحكومية لبناء الشراكات ولتعاون لمافيه مصلحة المجتمع باختلاف شرائحه. وتناول عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أيمن بن صالح فاضل في محاضرة قدمها اليوم شخصية "العمدة" التي تختزل معالم الحارات وتاريخها ومشارب ساكنيها, مفيداً أن العمدة كان سمة للقوة والشجاعة والحكمة في الزمن الماضي، ويمكن أن يكون له الدور الكبير في العصر الحاضر حيث النهضة التنموية وطفرة الاتصال وتسارع إيقاع الحياة. وأشار إلى أن مهام العمدة يمكن أن تتوسع من خلال توظيف التقنية في عمله بهدف إعادة دوره القديم في مناقشة قضايا سكان الحي والقضايا التي تخدم المجتمع، لا سيما وأن المسافات بين السكان قد تباعدت. ومن جانبه استعرض الدكتور فهد العيتاني طرق توعية العمد في المحافظة على البيئة والتعاون مع الأمانة خاصة وأن المملكة تمر حالياً في تغييرات اقتصادية وأمنية تعزز دور العمدة في المرحلة المقبلة، حيث إن العمدة يشارك المواطن أفراحه وأتراحه وتقديم المساعدة له وهو يشارك في كل ملتقى لبيان ما يحتاج إليه المواطن في الحي بوصفه رجل أمن ورجل مجتمع يخدم المواطن والوطن. وشدّد العيتاني على ضرورة تطوير مهام العمدة في التنمية والأمن, مشيراً إلى أن ملتقى شرطة محافظة جدة الثاني لتطوير أداء عمد الأحياء هو بداية وانطلاقة لتفعيل هذا الدور وتحسين أدائه. بدوره أوضح مدير إدارة التخطيط بشرطة محافظة جدة العقيد طارق فؤاد أبو شنب، أن الملتقى يبحث مهام وواجبات العمد الممتدة عبر التاريخ السعودي ,مؤكداً أن عمد الأحياء جزءًا من منظومة الشرطة ولهم دورا في استتباب الأمن داخل الأحياء وواجهة حضارية. وأبرز أو شنب ما اشتمل عليه الملتقى من برامج تطويرية ورش عمل ودورات تدريبية في عدد من المجالات الأمنية والاجتماعية والشرطية والاقتصادية والتنموية الهادفة لترقية أداء العمد وتحسين دورهم الأمني والاجتماعي إلى جانب تنمية المهارات السلوكية وفن التعامل مع الجمهور والقيادة الإدارية.