لم تفاجئني زيارة صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز للعزيز الاستاذ عبدالمقصود خوجة في منزله تلك الزيارة التي أتت في سياق ما يحمله سموه من حب واتساق مع محيطه بعيداً عن الرسميات الكبيرة التي لم تجعله يتنكر لما انطوت عليه نفسه من تواضع الكبار والحرص على ان تكون علاقته مع محيطه علاقة اخوية لا تشوبها أية بادرة ترفع أو يعتبرها موقعا رسميا. ان مقرن .. ودعوني اناديه بلا ألقاب واحد من أفراد هذا المجتمع الذي بنى علاقته على الحب وعلى عدم التكلف في المخاطبة كم كان صدى تلك العبارة التي كانت تطلق من ذلك الرجل البدائي في ذلك الزمان البعيد القريب وهو يخاطب رأس قيادته ورجلها الاول المؤسس الكبير لهذا الكيان العظيم قائلا بكل افتخار واعتزاز: يا عبدالعزيز بهذه العبارة التي تعبر عن ذلك التلاحم بين القائد وافراد الوطن. كانت العلاقة مفتولة بالحب والتقدير. انها كلمة "الغزل" في عرف العلاقة الصحيحة. فمقرن هو ابن ذلك القائد الذي ساس شعبه واعطاه كل ما يملك من حدب وصون، يأتي اليوم ليعبر عن تلك الروح بهذه البادرة التي لم تفاجئني لما عرف عن سموه من نكران للذات رحم الله الامير عبدالمجيد ذلك الرجل الشامخ عندما وصف لي ذات يوم الامير مقرن – قائلا: انه الحبيب الى قلبي وهو اكثر من شقيق لي انه انسان مغرق في الانسانية، نعم انه انساني النزعة وهذا يكفي.