تعانى بعض الزوجات كثيراً من حالات التوتر التي تصيب العلاقة الزوجية وتؤدي إلى الانفصال العاطفي ثم الانفصال الفعلي بين الزوجين، ويظن العديد من الرجال أن بعض العادات والتصرفات التي يمارسونها ستضفي عليهم نوعاً من الرجولة وستجعل زوجته تحبه أكثر، لكن على العكس تأتي هذه التصرفات بنتيجة سلبية. وينتقد بعض الأزواج علاقات زوجاتهم بصديقاتها ومحاولة التفريق بينهن، ويمكن أن يتفاقم الأمر إلى أن يكون سبباً للشجار الدائم بينهم، وينسى الزوج وقتها أن صديقاتها انعكاس لشخصيتها واهتماماتها، فعند انتقاده لهن فهو بالتأكيد ينتقدها هي أيضاً ويجعلها تشعر أنه لا يهتم بما تقوم به من أنشطة ولا يستشعر قيمة ذلك. أما إذا كانت الزوجة تكثر من الخروج برفقة صديقاتها وتمضي أوقاتاً طويلة معهن، فعلى الزوج أن يلفت نظرها لذلك إذا كان ذلك يؤثر على واجباتها المنزلية واهتمامها به. ومثلما يضيق الزوج أحياناً من صديقات زوجته يحدث العكس أيضاً، فيقول خبراء العلاقات إن من أهم الأسباب التي تدفع الزوجين إلى طريق مسدود في العلاقة قيام الزوج بمناقشة الحياة الشخصية مع الأصدقاء، بحيث تشعر زوجته بأنها قد تجردت من الخصوصية، وأيضاً عدم إظهار الاحترام أمام الأقارب والأصدقاء، كأن يقوم أحد الأزواج برفع صوته على الآخر أو التهكم عليه علناً. وأيضاً يجب أن يعلم الزوج أن الشجار إذا تطور للإيذاء البدني، سيكون وقتها الانفصال قريباً جداً لأن الإهانات غير مقبولة أبداً لأي شخص وخاصةً النساء، لأنه يقضي على الثقة المتبادلة بينهما، لذلك يجب أن يحاول الرجل التغلب على نوبات الغضب ولا يتواصل مع الزوجة أثناء عصبيتها وينتظر حتى يهدأ تماماً، ثم يناقشها فيما يُغضبه ويُضايقه. وأيضاً من أسباب الانفصال العاطفي للزوجين ورغبة أحد طرفيها أو كليهما في الابتعاد هو الاستسلام التام لروتين الحياة الزوجية بعد عدة سنوات وتحولها إلى ما يشبه النشاط الآلي بلا أي مفاجآت أو تصرفات تلقائية تجدد العلاقة وتعيد لها الحيوية والنشاط. ولذلك يجب على الزوج من فترة إلى أخرى أن يصطحب زوجته إلى أي مكان للتنزه والخروج من جو الحياة الزوجية التي تحولت لملل دائم. كما تعد الغيرة الزائدة أحد أسباب الانفصال، بحيث يضيق الشريك الغيور على زوجته لدرجة تؤدي إلى استحالة الحياة بينهما حيث إن زيادة الغيرة وكثرة الأوامر والتحكمات يمكن أن تنقل إلى الزوجة الإحساس بأن زوجها ينتابه شعور عدم ثقة دائم بها مما يحوّل حياتها إلى جحيم. ومن الأمور أيضاً التي تزعج الزوجة وتشعرها بعدم الرغبة في الحياة مع زوجها، هي عدم تقدير دورها والامتناع عن مساعدتها، وأسوأ شيء قد تمر به المرأة شعورها بعدم اهتمام زوجها بما تقوم به من جانب زوجها. فالذي لا يعلمه الزوج أن زوجته ستكون أكثر فرحاً عندما تجده يعرض عليها المساعدة في الأعمال المنزلية، بل ويلقي على مسامعها كلمات الثناء ويجعلها تدرك كم هو يقدر ما تقوم به من أجل راحته وسعادته داخل المنزل. كما أن المرأة قد تضيق من الحياة الزوجية وتطلب الانفصال إذا كان لزوجها بعض العادات السلبية التي لا يستطيع التخلي عنها، ورغم أن بعض هذه الأسباب قد تبدو تافهة للرجل، لكنها تهم المرأة جداً مثل إفراط زوجها في التدخين بشكل مبالغ فيه، أو أن يكون التدخين نفسه يسبب لها نوعاً من النفور.