كما الحسنةُ الجاريةُ التي وُعد المسلمُ بدوامِ ثوابِها بعد مماته، تُماثلُها السيّئةُ الجاريةُ استمراراً ووَبالاً في صحيفته. إنها نَذير شُؤمٍ لمُتأمّلِها، وداهمةٌ فادحةٌ لمن لم يستشعر خطورتها. كيف لا والحديثُ واضح أن من عمل سيئةً فعليه وِزرها ووِزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن يَنقُص من أوزارهم شيئاً.؟. السيّئةُ المقصودةُ ليست المحصورةَ بك. بل المتعدي إلى غيرك تأثيرها وتقليدها وتَداولُها. فلْيستشعر ذلك من يخاف ومن لا يخاف ربّه. خاصةً أن تكنولوجيا عصرنا، عكس أسلافنا، تعزز نشرها لِقرونِ بعد الممات. إنه نَذير لكل من تَسخّرتْ له التكنولوجيا فَحوّلَها من وسيلةٍ لحسناتٍ جاريةٍ إلى طريقٍ لسيئاتٍ جاريةٍ، في مجالاتٍ منها على سبيل المثال، لا الحصر، الفنّ والكتابةُ والتعليمُ والدعوةُ والإعلامُ وغيرها كثير. فتَحسّسوا..لِصحائفِكُم بعد الموت. Twitter:@mmshibani