ثقافة الاختلاف واحترام كل انسان تختلف عنا شكلا ومضمونا اختلاف رأيه وديانته ومذهبه وفكره وحتى تفاعله مع الامور المختلفة في هذه الحياة.ان عدم احترام الاختلاف هو عنصرية في شكل آخر فكما ان العنصرية سابقا كانت نبذ وانتقاض من يختلف عنا بالعرق او اللون اصبحت انتقاص من يختلف عنا بالفكر.تقدم الامم وتطورها في قدرتها على احترام الاخرين وخصوصياتهم المختلفة وعدم التعدي على حرياتهم ومن المؤكد ان تكون هذه الحريات تحترم الاخر وتقف عند حدودها.للاسف بعض فئات مجتمعنا بمجرد ان يبدأ الاختلاف عن الآخر يبدأ دوامة النقد والهمز واللمز عن الشخص المختلف عنهم.ما أجمل ان نرتقي باخلاقنا ونحترم غيرنا ولا ننتقص من حقوقهم لسبب اختلافهم. الاختلاف هو شكل من اشكال مشاركة الاخرين وكلما كان مقدار احترام الشخص لاختلاف الغير زادت مساحة وعيه وفكره وتغيرت طرق تفكيره لرؤية طرق غيره بالتفكير والحياة. كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اثناء دعوته للدين الاسلامي يحترم حق الآخرين بالاحتفاظ بديانتهم وكان جاره يهوديا زاره عند مرضه، وهذا نموذج رائع عن قمة احترام الاخرين واختلافاتهم.امير المؤمنين عمر بن الخطاب (الفاروق) رضي الله عنه احترم الديانات الاخرى وعند فتحه القدس عاهدهم على عدم المساس بهم ولا بكنائسهم ولا بطقوس عبادتهم.على مدى العصور نبغ العديد من العلماء والكتاب في العالم الاسلامي وكانوا بعضهم مختلفين اشد اختلاف، فكرا وادبا ولولا هذا الاختلاف لما تنوعت ثقافتنا وزادت غنى وملأت عقولنا افكارا وعلوما متنوعة.وفي الوقت الحالي نرى مدى قدرة الاخرين على تحمل الاختلافات وتفاوت الآراء عن طريق التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر) بالفعل اتعجب من انفعالات البعض عند اختلاف آرائهم وتحليلات الغير عنهم تجده ينفعل ويغضب وتصل أحياناً الى تجاوز حدود الادب والذوق العام. انا مع تعدد الاراء واختلافها فلا يوجد انسان حر بالمعنى الذي لا يعرف الحدود، والحرية اطارها الاساسي احترام النفس بمعنى احترام الحدود وعدم تجاوزها الى الغير هنا تكون تعديا واقتحاما والفرق كبير بين الحرية والعدوان. انت لا تشبهني ولا انا اشبهك، لك فكرك ولي فكري، فقط احترمني واحترم وجهة نظري تجدني ادعمك واساند فكرك، واحترم تميزك الفكري عن الآخرين. * همسة: "انني اختلف معك في كل كلمة تقولها، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في ان تقول ما تريد" - فولتير.