يعد التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أصعب المشاكل النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها الأسرة، فقد يدفع الأبوان بحسن نية الطفل المعاق إلى مزيد من المشاكل والانحرافات أو قد يسيران معه على درب التطور والنجاح. ولأهمية القضية اعتبرت المملكة خدمات تأهيل المعوقين ورعايتهم شأنها شأن أي برنامج تنموي في كافة قطاعات الدولة, حيث قفزت أعداد مراكز تأهيل المعوقين من اثنين فقط قبل عام 1402ه لتصل إلى ستة وعشرين مركزاً للتأهيل ومؤسستين لرعاية الأطفال المشلولين، يقدم من خلالها لهذه الفئة كل أنواع الرعاية والعناية والتأهيل. وأخذت رعاية المعوقين وتأهيلهم التي تعنى بها الإدارة العامة للتأهيل, منذ عام 1410ه منحى جديداً حيث استحدثت الرعاية النهارية لتكون أحد الأطر التي تقدم من خلالها الرعاية، تبعها في ذلك إشراك القطاع الخاص حيث بدأ منح التراخيص لمراكز الرعاية النهارية الأهلية للمعوقين ليبلغ عدد المراكز التي تم تراخيصها حتى نهاية هذين العقدين الماضيين 16 مركزاً أهلياً. ولكي توفر المملكة للمعاق الكسب الحلال الذي يقيته ويعفه, تقوم بتشغيله في المصالح الحكومية, بالعمل الذي يتناسب مع إعاقته بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية وفروعها القائمة بمختلف مناطق المملكة، كما تساعد الدولة بتشغيله في القطاع الخاص ويكون ذلك إذا رغب المعاق وبالتعاون بين مراكز التأهيل وفروع مكاتب العمل التي تبدي اهتماماً خاصاً بهذا الجانب. ويلزم نظام العمل والعمال كل صاحب عمل لديه (50) عاملاً فأكثر تمكنه طبيعة العمل لديه من تشغيل المعوقين الذين تم تأهيلهم أن تكون نسبة 2% من مجموع عدد عماله منهم. كما تساهم المملكة في تشغيله عن طريق تنفيذ مشروع فردي بمعونة تقدم لمن يتم تأهيله وتنطبق عليه الشروط. وحرصاً على تيسير أمورهم الشخصية, تمنحهم المملكة بطاقات تخفيض أجور السفر تتيح لهم الحصول على تخفيض في الأجور بنسبة 50% للمعاق ومرافقه على وسائل النقل الحكومية المختلفة البرية والبحرية والجوية. كما توفر الأجهزة التعويضية والمعينات السمعية والبصرية, وإعانات مالية للأسر التي تتولى رعاية المعاق لمساعدتها على تقديم الرعاية اللازمة له. وتقوم الجمعيات الخيرية في المملكة بمسؤولياتها الاجتماعية, وتقدم إسهامات رائدة ومتميزة في مجالات العمل الأهلي الخيري والتطوعي مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التكافل ويحث على فعل الخير والبر والإحسان ومد يد العون إلى المحتاجين. ونالت الجمعيات الخيرية حظاً وافراً من الدعم المادي والمعنوي من الدولة والمواطنين على حد سواء، مما أتاح لها فرص الانطلاق والسير بخطوات ثابتة وجادة وحثيثة أتت ثمارها الملموسة.