عندما نريد أن نتفرغ للكتابة أحيانا نجد الكلمات تهرب منا وكأنها تتحدانا! فنستسلم ونعد أنفسنا بوقت آخر لنكتب فيه وتمر الأيام بكل ما فيها من مسئوليات روتينية لا تنتهي بين العمل إن وجد والبيت، أما القلم فلدى الكثيرون طقوس خاصة فهو الذي يتحكم بنا وما يريد كتابته نتركه على سجيته ولا يستثنى قلم من التوجيه الدائم، أما التكلف في الكتابة ليس مطلقاً أن يكون من السمات العامة للكاتب، لنقف مع أنفسنا للضرورة ونسألها " هل أنا متكلف أو متكلفة في وصف أو كتابة أي شيء" أم عندما نمسك بالقلم هو الذي يتحكم بنا وما يريد كتابته نتركه يفعل، وهل نتقبل الملاحظات وتسعدنا أم أننا نستعرض كتاباتنا فقط ؟ لا يمكن الإنكار أنه في بعض الأحيان نقف عاجزين أمام بحر عميق خاصة عندما نقرأ الإبداع الروائي القصصي الذي أبدع فيه الكاتب والذي يدل على أنه نهل من محيط كلمات لغتنا العربية الثرية والذي يدفع القارئ بأن يقف احتراماً لقلم يستحق التبجيل قلم رائع وخطير فالقلم كالريشة في يد الرسام يخط به الإبداع والتشويق فقد تأتي كلمات الكاتب أحياناً لتزلزلنا بقوة تعبيراتها وتجد لكل كاتب وإن كان مغموراً مذاقه الخاص الذي يتصف به وقد تستحوذ على انتباه من يقرأ له بشكل كبير، وقد يختلف الأمر تماماً عندما نضطر لقراءة نص من أجل أن ندرس كاتبه رغبة في تحليل كتابته لنستفيد منه وما أكثرهم في العالم وخاصة في عالمنا العربي. كان ولا يزال الكتاب هو الصديق الغالي، ولنا معه مواقف كثيرة فهو نافذتنا على العالم بل وعلى الحياة كلها وأينما نذهب يمكننا اصطحابه معنا. ونحن الكُتاب كم من المواقف يتلعثم فيها القلم بأيدينا خاصة عندما نحاول إخفاء بعض الكلمات بين أحرف كتاباتنا وقد نتوقف بين الأسطر لنبحث عن مترادفات قد تفي بكل ما يدور في عقولنا لتكون مهيأة للقراءة وبدون تحفظ، وقد يعاند القلم أحياناً خاصة عندما تزدحم رؤوسنا بأفكار ومعلومات كثيرة تتصارع سوياً وإذا بكل فكرة تريد أن يكون لها السبق في شرف الظهور أولاً رغم أشواك قد تعيق سيولة الكلمات على الورق خاصة في مواقف كالتي يجدر بنا تركها للمختصين أنفسهم المعنيين بإعلانها! فمهما قوينا على أفكارنا واخترنا التسليم بالأمر الواقع نجدها وقد أخذت ونالت حيزاً كبيراً في نفوسنا لتصارعنا نحن. وفي النهاية الكتابة من أجمل وألطف الهوايات التي تنطلق كصواريخ تصل إلى أهدافها بدون عناء وفيها كذلك من الخطورة التي قد تؤدي بصاحبها إلى المجهول إن أخطأ هدفه أو تعدى الخطوط الحمراء التي يجب عليه احترامها فلكل عمل خطوط حمراء وكذلك القراءة التي هي من كنوز المعلومات تاتي بها كتب الأدب والتاريخ والعلوم بكل أفرعها نجد كل ذلك في كنز الكلمات العربية النبع دائم العطاء تخط تحتها خطوط حمراء.