سأل شاب رجل أعمال عن سر نجاحه فقال له : الصبر هو سر نجاحي ، إذ أي شىء في الدنيا يمكن عمله إذا تذرع المرء بالصبر. فقال الشاب : ولكن هناك أمور لا يمكن عملها مهما كان الإنسان صبوراً . فقال رجل الأعمال : وما هى ؟ . قال الشاب مثلاً : نقل الماء بواسطة المنخل. فرد عليه رجل الأعمال في الحال : حتى هذا يمكن عمله بالصبر إذاً انتظر الإنسان حتى يجمد الماء ويكون ثلجاً. سر النجاح لاشك أن طريق النجاح ليس سهلاً ميسوراً ليس مفروشاً بالورود والرياحين ولكنه دائماً يكون محفوفاً بالأشواك والذين حققوا نجاحات وإنجازات أبهرتنا وأبهرة البشرية لاشك أنهم تعبوا وصبروا وواصلوا الليل بالنهار فالنجاح لا يأتى عادة إلا بعد صراع مرير وصبر طويل الصبر هو سفينة النجاح التى يمتطيها الناجحون هو الإصرار على تحقيق الأهداف المنشودة مهما كانت العقبات والتحديات وهذا ما قاله ديل كارينجى : ( الإنسان الذى يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أى شيىء آخر ) فالصبر مفتاح كل خير ألم يرد ذكر الصبر فى القرآن الكريم أكثر من تسعين مرة دلالة على أنه طريق الناجحين ولا نجاح إلا به ؟. العظماء على الصير سائرون. وإذا ما قلبنا صفحات العظماء وجدنا مدى صبرهم على شدائد العلم والتحصيل وإليك بعض النماذج والصور لهذا الصبر والمصابرة : * كان أبو يوسف القاضي الحنفي المشهور في سكرات الموت فدخل عليه أصحابه يسلمون عليه فقال لهم وهو في سكرات الموت :- الأفضل أن يرمي الحاج الجمرات وهو راكب أو ماشي فقالوا :- غفر الله لك يا أبا يوسف وأنت تحتضر وفي آخر ساعة من ساعات الحياة تسألنا عن هذه المسألة فقال :- لأن ألقى الله وأنا عالم بالمسألة أحسن من ألقاه وأنا جاهل بها. * ظل الإمام البخارى ستة عشر عاماً يجوب البلدان ليجمع الأحاديث النبوية الصحيحة فى كتابه المعروف صحيح البخارى . * ذكر أبو الريحان البيروني : أنه عندما دخلوا عليه في سكرات الموت قال لهم : ما هي الجلسات الفاسدات في الفرائض يريد أن يختم حياته بالعلم وهذا من صبرهم إلى آخر دقيقة من حياتهم في طلب العلم. * قالوا لعطاء بن أبي رباح من أين حصل لك هذا العلم الذي أنت تحمله الآن ؟ وكان مفسراً في عهده فقال : من جلوسي في الحرم وبفراشي في الحرم ما خرجت ثلاثين سنة.