فيما سبق في الحلقة الماضية تعرفنا بصورة إجمالية عن اللوبيات الضاغطة على المشرعين ومتخذي القرارات الهامة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأنا هنا لايهمني الكلام عن اللوبيات المتعددة وإنما يهمني أن أعرف القارئ الكريم عن اللوبيات اليهودية والصهيونية التي تساعد إسرائيل في طغيانها وقتلها للعرب والمسلمين في فلسطين ودول الطوق، كما تساهم في شن الحروب على الدول القوية في المنطقة من أجل إضعافها وتقسيمها إلى دويلات متناحرة ليسهل على دولة إسرائيل ابتلاعها في المستقبل واحدة تلو الأخرى لتكوين دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات، وتكون هي المسيطرة لا على دول العالم الإسلامي فحسب بل على دول العالم أجمع، ومن أهم هذه المنظمات هي منظمة (إيباك) وقد سبق الكلام عنها تفصيليا في حلقات سابقة، وإن مهمة معظم هذه المنظمات أو اللوبيات هو تجميع طاقاتها من الناحية المالية والنواحي الاقتصادية للتأثير على الهيئة التشريعية وعلى معظم أعضاء الإدارة الأمريكية لصالح دولة إسرائيل، كما نجدهم عادة يعبئون أعضاء هذه المنظمات وعلى الأخص الأثرياء منهم والقادرين على التأثير في الحملات الانتخابية بواسطة أموالهم وما يمتلكون من وسائل الإعلام المختلفة لكي يعقدوا صفقات مع الهيئة التشريعية والمرشحين أنفسهم لدخول الانتخابات بأن يساعدوهم في الوصول إلى مايرنون إليه مقابل أن لايصدروا أي تشريعات ضد إسرائيل وأن يقوموا بإصدار تشريعات تساهم مساهمة فعالة في مساعدة إسرائيل. ونجد أن هذه المنظمات عادة ماتنسق فيما بينها وهذه المنظمات هي بالإضافة إلى الإيباك توجد منظمات أخرى مثل مؤتمر الرؤساء المنظمات الكبرى الذي تكلمنا عنه سابقا والمؤتمر اليهودي العالمي والمؤتمر اليهودي الأمريكي والمجلس الاستشاري القومي لعلاقات الجماعة اليهودية، وجميع هذه المنظمات لديها ممثلون في واشنطن مهمتهم التأثير على أعضاء الكونغرس وأعضاء الإدارة الأمريكية في تسيير السياسة تجاه الشرق الأوسط لتكون لصالح دولة إسرائيل. كما توجد منظمات صهيونية أخرى تركز نشاطها في إقناع الرأي العام الأمريكي لمناهضة العرب والمسلمين ومساعدة إسرائيل ومن أهم هذه المنظمات هي المنظمة الصهيونية لأمريكا والتحالف العمالي الصهيوني ومنظمة النساء الصهاينة في أمريكا وعادة ماتتخذ هذه الجماعات عدة وسائل لإقناع الشعب الأمريكي بمساعدة إسرائيل حيث نجدهم ينشئون مدارس لتعليم العبرية كما ينشئون مستشفيات لمعالجة فقراء المرضى، كما ينتجون أفلاما تساهم في مساعدة إسرائيل وسوف أتكلم عنها تفصيليا في حلقات قادمة وأعني بها الأفلام التي تنتج لصالح إسرائيل وتزور فيها الحقائق والأحداث التاريخية. وهذه الجماعات نجدها تمتاز بتنظيمها الدقيق واحتوائها على كفاءات إدارية متخصصة عالية في التخصص، بحيث يمكنها عند ظهور أية مشكلة أن تتدخل بصورة سريعة لكي تحسن الموقف لصالح دولة إسرائيل، ونجد أن هذه المنظمات قد نجحت نجاحا كبيرا في تعبئة الرأي العام الأمريكي لصالح دولة إسرائيل وهذا يرجع لا إلى امتلاكهم لوسائل الإعلام المختلفة بل أيضا لعقد صفقات أو اتفاقات مع المنظمات الأخرى كالعمال والمرأة والمنظمات الدينية ومنظمات حقوق الإنسان وجماعات الأقليات الأخرى وذلك لاستخدامهم للتأثير على الرأي العام والكونغرس ونجدهم عادة أن هذه المنظمات لاتنسق عملها بعضها مع البعض الآخر فحسب بل إن تنسيقهم يشمل اتصالهم بالسفارة الإسرائيلية وأعضاء الحكومة الإسرائيلية وقادة الصهاينة في جميع أنحاء العالم ليتخذوا قرارا موحدا تجاه أية مشكلة تبرز لدى الحكومة الإسرائيلية لكي يمهدوا لها مع أعضاء الهيئة التشريعية وأعضاء الإدارة الأمريكية ليتم معالجتها لصالح دولة إسرائيل واللوبي الصهيوني عادة مايضم أعضاء من غير اليهود إذ يوجد صهاينة من جميع الفئات في الولاياتالمتحدة، كأصحاب المصالح الاقتصادية وأعضاء النخبة السياسية والعسكرية ويضم أيضا كثيراً من الليبراليين الذين كانوا يريدون اتخاذ سياسة ردع ضد الاتحاد السوفيتي سابقا ويضم أيضا كثيرا من المحافظين الجدد الذين يرون في دولة إسرائيل قاعدة حضارية في منطقة الشرق الأوسط كما يضم أيضا أعضاء من الحرفيين الذين يرون في إسرائيل إحدى بشائر الخلاص. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752