عرفنا فيما مضى عن الماسونية والصهيونية والروتاري بأنديتها المختلفة، ودعنا الآن نتعرف على منظمة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك) لنتعرف كيف تحكم أمريكا وممن تحكم هذه الدولة راعية السلام في منطقة الشرق الأوسط، والتي سوف تحل لنا مشكلة فلسطين حلا عادلا، إن منظمة العلاقات العامة الأمريكية والإسرائيلية تأسست في عام 1951 على يد (سي كينين) وكان اسم المنظمة في مرحلة التأسيس لجنة العلاقات الأمريكية الصهيونية، وذلك لأن دولة إسرائيل في تلك الفترة لم تجد عونا كافيا من وزارة الخارجية الأمريكية، فعليه كان من اللازم إقناع أعضاء الكونغرس الأمريكي لتقديم الدعم الكافي لدولة إسرائيل سواء كان من الناحية المالية أو السياسية. وللمجهودات التي بذلها أعضاء (آيباك) في إقناع الكونغرس الأمريكي بتقديم الدعم الكافي من السلاح والمال الأمر الذي مكَّن دولة إسرائيل من هزيمة الجيوش العربية في عام 1967 كما أن (آيباك) استطاعت أن تقوي العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، إذ أقنعت فريقا كبيرا من السياسيين الأمريكيين بأن خير حليف للولايات المتحدة في المنطقة هي دولة إسرائيل، وأنها هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة خلاف الدول المحيطة بها، وهي تمتاز بامتلاك أقوى جيش في المنطقة، وهي الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد عليها في تنفيذ ماتريده في المنطقة، وكان العصر الذهبي (لآيباك) هو عصر فترة رئاسة (ريغان) إذ ارتفع عدد أعضائها من 8 آلاف إلى 50 ألف عضو بين 1981 و 1993 كما ارتفعت ميزانيتها من مليون دولار إلى 15 مليون في نفس الفترة، ونجد أن دخلها يتم من خلال تبرعات واشتراكات أو مبيعات منشورات المنظمة، كما قام أعضاء (آيباك) بإقناع الكونغرس بتقديم دعم مالي لإسرائيل يقدر بحوالي 3 مليارات دولار في العام، كما أنشأت معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عام 1985 والغرض من إنشاء هذا المعهد هو تقديم الأبحاث المؤيدة لدولة إسرائيل والداعمة لأمنها. وقد بلغ عدد أعضاء (آيباك) اليوم مائة ألف عضو بأنحاء الولاياتالمتحدة، وعادة مايتم مقابلات بين أعضاء الكونغرس وأعضاء (آيباك) تبلغ ألفي مقابلة في السنة ينتج عنها مائة تشريع محابي لدولة إسرائيل، وذلك حسب ماتصرح به (آيباك) في موقعها الالكتروني، وقد وصلت ميزنيتها اليوم إلى 40 مليون دولار وانتشرت مكاتبها في معظم الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتهدف (آيباك) في هذه الأيام إلى التالي: - منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية. - دعم إسرائيل وتأمينها. - الدفاع عن دولة إسرائيل من أخطار الغد. - تحضير جيل جديد من القيادات الداعمة لإسرائيل داخل الولاياتالمتحدة. - توعية الكونغرس عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وقد أضحت (آيباك) اليوم أكبر منظمة في الولاياتالمتحدة تؤثر على العلاقات الأمريكية لدولة إسرائيل وتقويها وتعمقها، كما أنها تعمل على التعاون الاستراتيجي بين البلدين واستمرارية الدعم المالي لدولة إسرائيل، والدعم التقني، وتقوم بعمل اجتماعات واتصالات متواصلة مع كبار موظفي البيت الأبيض والبنتاغون (وزارة الدفاع) وزارة الخارجية، وكذلك مع المرشحين للمناصب الفدرالية وكذلك صناع القرارات التي تؤثر على دولة إسرائيل، ودائما ماتقوم (آيباك) بمد المعلومات للقادة السياسيين والحربيين والاقتصاديين الخاصة بإسرائيل عن طريق المنشورات التي يوزعها المعهد السالف ذكره لكي يساهموا في مساعدة إسرائيل بشتى الوسائل. ولدى (آيباك) 10 مكاتب إقليمية و 9 مكاتب أقمار صناعية كلها تساهم في مساعدة إسرائيل في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة من ميسوري شمالا إلى ميامي جنوبا. ونشاط (آيباك) لا ينحصر فقط بين القادة السياسيين والعسكريين والاقتصاديين بل يتعداه إلى إعداد شباب يؤمن بمساعدة إسرائيل، إذ نجد نشاطها يمتد إلى الجامعات وإلى المسيحيين من أصل إسباني وأصل أفريقي وغيرهم من القادة المحليين لكي تكون قاعدة كبيرة في المجتمع الأمريكي يؤمن إيمانا عميقا بمساعدة دولة إسرائيل. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752