طوال تواجدي في مدينة جدة المغامرة وانا اسير (وراء الشمس) واقصد بذلك انني لا اتجاوز في سرعتي التسعين واذا زادت جداً تصبح المائة كيلو متر في الساعة وانا اعتبر ان هذه السرعة الزائدة خطاً أحمر سواء في الطرق الطوال او طريق جدةمكة السريع لا اتجاوز المائة مهما كانت الاحوال. ولكني لاحظت ان ما يحدث في مدينة جدة في مساء الاربعاء ليلة الخميس ويوم الخميس مساء واحيانا يوم الجمعة.. العجب العجاب وبالذات في طريق الملك إذا قدر لي ان اسير فيه مساء هذه الليالي. هذا الطريق رغم اتساعه ينقلب بين لحظة واخرى الى "سباق جنوني" للسيارات الفاخرة أجد بعض الشباب ممن يركبون سيارات على احدث موديل يروعون السائقين المارين في هذا الطريق (بطريقة فجة) بهذه السرعة التي ينطلقون بها بالسيارات والتي تتعدى المائة وخمسين كيلومترا او تزيد في بعض الاحيان وترى احد السيارات اظهارا للبطولة تمر من جانبك كالصاروخ تحتاج منك الى (منتهى ضبط النفس) في القيادة وتتوالى ثلاث أو أربع سيارات خلف هذه السيارة المنطلقة الكل يحاول اللحاق بها او يسبقها ويصبح موققفنا (نحن السائقين) المعتدلين موقف المتفرج على هذا الذي يحدث. انا من جانبي استخدم كل ما احفظه من دعوات لكي أنجو من هذه المواقف المزعجة في (طريق الملك بجدة) وحتى لا أظلم المرور فإنني اجد بعض سياراته متوقفة بجانب الاشارات الضوئية ولكنها لا يمكن أن تصنع شيئاً في هذا السباق العجيب الذي يقوم به بعض الشباب مساء الاربعاء والخميس والجمعة. حتى شارع التحلية الذي يضيق بالمحال التجارية على جانبيه لا يخلو احياناً من هذه السباقات الشبابية الطائشة. في هذا الصدد انني اقترح على المرور ان يطالب وزارة التجارة والصناعة بالتدخل في تحديد سرعة السيارات القادمة للمملكة وتحديد سرعتها القصوى الا باستثناءات خاصة للراليات واماكن سباقات السيارات وفق ضوابط تضعها رعاية الشباب مع المرور وامانات المدن الكبرى.انني نرى بعض "الحوادث المميتة" لشبابنا نتيجة السرعة الجنونية والاحصاءات الموجودة في المرور ولدى المستشفيات الحكومية والخاصة يمكن ان تؤكد لنا حجم اصابات وحوادث المرور الكبير الذي تتعرض له حياة الناس في المملكة. كنت قد استمعت لرأي سابق لصاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) امير منطقة مكةالمكرمة السابق وهو يتحدث للشباب ويشير الى ضرورة ايجاد اماكن خاصة يمارسون فيها هواياتهم الخاصة بقيادة السيارات فائقة السرعة وهي أماكن بعيدة وآمنة وبها أماكن متسعة تتيح استخدام مثل هذه السرعة ولا تعرض المواطنين او المقيمين ممن يقودون سياراتهم الخاصة في شوارع جدة للخطر وحبذا لو استطاعت امانة جدة تحقيق هذه الفكرة واختارت الاماكن البعيدة الآمنة للشباب يمارسون فيها هوايتهم.. التي يمارسونها حالياً بين الناس وفي طريق الملك تحديداً وأحياناً شارع التحلية (بجدة).في مصر المرور أصدر قانوناً جديداً يتم بموجبه مجازاة أصحاب السرعة الجنونية بالسجن والعقوبات المالية الرادعة على الرغم من ان السرعة القصوى هناك لا تزيد عن المائة كيلو متر في الساعة واحيانا 90 كيلو متراً في الساعة، ارواح شبابنا غالية.. وقد حضرت العديد من المآتم لابناء اخوة اعزاء راح ابناؤهم ضحية السرعة الجنونية في المرور.. ان الجميع مطالبون بحكم المسؤولية الاجتماعية التوعية باخطار "السرعة الجنونية" ونتائجها المميتة منها الجامعة والغرفة التجارية ونوادي الشباب والمدارس الثانوية الكل مطالب بالاهتمام بهذا الموضوع لانه يهم كل بيت وكل اسرة وسلم الله الجميع.