أعلن عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس، أن الائتلاف مستعد للتفاوض على رحيل الرئيس بشار الأسد مع أي من أعضاء حكومته، الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الانتفاضة. وكان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب قد أطلق المبادرة بشروط عامة الشهر الماضي دون التشاور مع الائتلاف، وهو ما فاجأ أعضاء الائتلاف السبعين. وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف يهيمن عليها الإخوان المسلمون المبادرة وعدّوها إضرارا بالثورة. وذكرت مصادر في المعارضة أن من شأن تأييد الائتلاف رسميا لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلا أكبر على الساحة الدولية، ويقوض حجة أنصار الأسد بأن المعارضة منقسمة بصورة لا يمكن معها النظر إليها كطرف جاد. وبعد اجتماع عقد في القاهرة أول من أمس لأعضاء المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا قال وليد البني عضو المكتب، إن المكتب وافق على مبادرة الخطيب، لكنه وضع خطوطا عريضة لمحادثات السلام ستطرح للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل أعضائه. وأفاد عضو آخر في الائتلاف أن اجتماع الائتلاف بكامل أعضائه سيحاول إحياء خطط لتشكيل حكومة موقتة، وهي الخطط التي قوضتها انقسامات داخل صفوف الائتلاف. وقال البني إن الأسد وحلفاءه في الجيش والمخابرات لا يمكن أن يكونوا جزءا من المفاوضات. وأضاف من القاهرة "نرغب في التفاوض مع أي مسؤول مدني بشأن إزاحة بشار وإنهاء الاستبداد". وتابع "بشار وزمرته لن يكونوا طرفا في أي محادثات، ولن نعد الموجودين من جانب الحكومة ممثلين عنه"، مشيرا إلى أن أعضاء حزب البعث الذي يتزعمه الأسد والذي يحكم سورية منذ العام 1963 يمكن أن يشاركوا في المحادثات المقترحة إذا كانت "أيديهم نظيفة من الدماء". وقال البني إن الاجتماع بحث سبل التعامل مع إيران وروسيا وهما الحليفتان الرئيستان للأسد بعد أن اجتمع الخطيب مع وزيري خارجية البلدين في ميونيخ هذا الشهر. وردا على سؤال عن شائعات بأن الخطيب قد يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، قال البني إنه لم يتحدد موعد لزيارة الخطيب، وإنه لا يعلم أي شيء عن اجتماع محتمل.