أعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل في مانيلا أمس، أن خطط بلاده لتوسيع وجودها العسكري في الفيليبين، ستشكّل «نموذجاً جديداً للتعاون المتبادل» ولن تشمل إقامة قواعد دائمة في المستعمرة الأميركية السابقة حيث صوّت مجلس الشيوخ على خروج الولاياتالمتحدة من البلاد. وزار هاغل مانيلا فيما بدأت الدولتان جولة جديدة من المحادثات لتتيح للفيليبين للقوات الأميركية موقتاً، تخزين معدات ومؤن ونشر مزيد من الوحدات والسفن والمقاتلات في مواقع عدة، لموازنة تزايد قوة الصين في المنطقة. وثمة اتفاقات مشابهة بين الولاياتالمتحدة وكل من أستراليا وسنغافورة، في إطار سياسة «إعادة التوازن» التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لتعزيز وجودها في منطقة آسيا - المحيط الهادئ حيث تستعرض الصين قوتها العسكرية. ولكن بعد إجلاء القوات الأميركية عام 1992 من قواعد دائمة في الفيليبين، حاول هاغل طمأنة مانيلا الى ان واشنطن لا تريد تواجداً دائماً، وتفادي إثارة حساسيات في شأن نشر قوات جديدة، بعدما صوّت مجلس الشيوخ على خروج الاميركيين من الفيليبين، مع تنامي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة قبل عقدين. وقال هاغل بعد لقائه الرئيس الفيليبيني بينيو أكينو إنهما «أكدا على التقدّم المُحرز» في المحادثات حول توسيع الوجود العسكري الاميركي في الجزيرة، مضيفاً: «نرّحب بهذا التقدّم وهذا أمر مشجع. لاحظت ان وفدنا يعمل بجهد للتوصل الى اتفاق في المستقبل القريب». وزاد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفيليبيني فولتير غازمين: «الولاياتالمتحدة لا تريد قواعد دائمة في الفيليبين، والتي ستشكّل عودة الى عقلية بائدة للحرب الباردة. نستخدم نموذجاً جديداً للتعاون العسكري المتبادل، هو جدير بحليفين وشريكين». وأشار الى أن أوباما «يترّقب بفارغ الصبر زيارته جنوب شرقي آسيا» هذه السنة. اما غازمين فلفت الى ان المفاوضات تقترح السماح للقوات الاميركية بالوصول الى قاعدة «سوبيك باي» البحرية شمال مانيلا، والتي سلّمتها وزارة الدفاع الأميركية للفيليبين عام 1992. وأضاف: «سوبيك باي إحدى المنشآت التي ورد اسمها لتستخدمها القوات الاميركية. وفور جهوز الاتفاق الاطار، سنؤمن التسهيلات اللازمة لدخول هذه المنشآت». لكن المعارضة اليسارية حضت أكينو على رفض تمركز قوات أميركية في البلاد. ووسط توتر بين مانيلا وبكين في شأن خلافات حول أراضٍ في جنوب بحر الصين، أكد هيغل التزام الولاياتالمتحدة تركيز استراتيجيتها على آسيا والمعاهدة الدفاعية المبرمة مع مانيلا عام 1951، مضيفاً: «فيما يبدو واضحاً ان واشنطن تعيد التوازن الى آسيا - المحيط الهادئ، فإن المنطقة مهمة جداً لاقتصاد اميركا واستراتيجيتها ومصالحها الامنية». في غضون ذلك، أنهت كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة تدريبات عسكرية مشتركة، أشار قائد القوات المشتركة في كوريا الجنرال جيمس ثورمان الى أنها هدفت «تعزيز استعدادنا الدفاعي لمواجهة أي عمل عسكري استفزازي من كوريا الشمالية».