تقود كوستاريكا حملة ضد مركز للخلايا الجذعية استقطب مئات الاجانب الذين يلتمسون العلاج من أمراض واصابات خطيرة رغم أنه غير مرخص به. تشتهر كوستاريكا بشواطئها الاستوائية وغاباتها الكثيفة لكن مستشفياتها وعياداتها الكثيرة جعلت من السياحة الطبية أحد أسرع المجالات نموا في قطاعها السياحي المحرك لاقتصادها. وهي تجتذب عشرات الالاف من الاجانب الذين يحتاجون لجراحات أو لعلاج الاسنان أو العلاج من السرطان أو لعمليات تجميل وغيرها مقابل جزء يسير من تكلفتها في الولاياتالمتحدة. ومن أحد عوامل الجذب العلاج بالخلايا الجذعية باستخدام خلايا مستخلصة من الحبل السري والدهون وأماكن أخرى. وفي الشهر الماضي أصدرت وزارة الصحة أمرا لاكبر مركز للخلايا الجذعية بالبلاد بوقف نشاطه قائلة انه لا يوجد ما يؤكد أن علاجاته ناجحة او امنة. وقالت الدكتورة ايلينا هيريرا رئيسة مجلس الابحاث التابع للوزارة "اذا لم تثبت فعالية وأمان العلاج بالخلايا الجذعية فاننا نعتقد أنه ينبغي عدم استخدامه... يتعين علينا دائما كوزارة للصحة أن نحمي الانسان." وقال صاحب المركز نيل ريوردان وهو رجل اعمال من اريزونا لرويترز انه أغلق المركز وأقر بأن طرق العلاج التي تنطوي على ازالة واعادة الحقن بالخلايا الجذعية لم تقرها ادارة الاغذية والعقاقير الامريكية. وأضاف في اتصال بالهاتف من بنما "أعتقد أن وجهة نظرها هي أن ادارة الاغذية والعقاقير الامريكية لم تقرها." وقالت الوزارة ان المركز لديه ترخيص بتخزين خلايا جذعية استخلصت من الانسجة الدهنية لمرضى بالغين ومن نخاعهم ومن أحبال سرية تم التبرع بها لكن غير مرخص له بتقديم العلاج. وشعر بعض المرضى بالغضب لاغلاق المركز. وقال كرانستون رودجرز (67 عاما) وهو مندوب مبيعات سابق من لاس فيجاس عولج بالمركز قبل ثلاث سنوات من التصلب العصبي "أرى بأمانة أن هذا سخف. "أعرف ما فعله المركز لي. لم أستخدم عصا منذ تلقيت أول علاج." ومنذ افتتاح معهد ريوردان للطب الخليوي في 2006 خضع نحو 400 أجنبي معظمهم من الولاياتالمتحدة لعلاج تجريبي غير متوفر في امريكا الشمالية واوروبا لعلاج التصلب العصبي المتعدد واصابات العمود الفقري والسكري وغيرها من الامراض. راؤول مونتيجو (48 عاما) طبيب أمراض عصبية من جنوب فلوريدا أصيب بالشلل في اكتوبر تشرين الاول الماضي حين اصطدم بسيارته وهو عائد الى منزله بعمود هاتف وهو يقول انه استعاد جزءا من الاحساس في ساقه بعد العلاج. وأضاف في مقابلة بالمركز في ابريل نيسان "لا أنهض أو أركض لكنني أحرز تقدما جيدا جدا." لكن خبراء اخرين يشيرون الى أنه يستحيل بدون التجارب السريرية الخاضعة للمراقبة معرفة ما اذا كان العلاج هو الذي يحدث هذه التغييرات ام عامل اخر ويساورهم القلق من أن يكون المركز يستغل يأس المرضى باستخدام علاج لم تثبت فعاليته وسلامته. وحذرت الجمعية الدولية لابحاث الخلايا الجذعية مما يسمى بسياحة الخلايا الجذعية. وقال ديفيد سكادن مدير معهد هارفارد للخلايا الجذعية في بوسطن "التجارب السريرية (الامريكية) غامضة حتى الان. "حين تقترح هذه النوعية من العلاجات يجري تسويقها بروايات يتناقلها الناس. أشعر أن خطر الاستغلال شديد للغاية." ويستخدم فريق ريوردان خلايا جذعية استخلصت من بالغين. وتساعد هذه الخلايا في انتاج الكثير من الانسجة وخلايا الدم المختلفة وتستخدم في علاج سرطان الدم (اللوكيميا) وبضعة أمراض وراثية أخرى. وهي تختلف عن الخلايا الجذعية الجنينية التي تستخرج من الاجنة البشرية. وتتشبث كوستاريكا بالتعاليم الكاثوليكية ويحظر فيها استخدام الخلايا الجذعية المستخرجة من الاجنة البشرية. ويعكف الباحثون على استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض القلب والشلل الرعاش وغيرها رغم أن الامر لا يزال في مرحلة التجارب السريرية بالولاياتالمتحدة. لكن ريوردان لم يتبع اجراءات من الشائع اتخاذها اثناء التجارب السريرية وتتضمن مقارنة حالة المرضى الذين يتلقون العلاج بحالة مرضى يتلقون علاجا وهميا وذلك لاستبعاد التأثير بالايحاء. وقال ريوردان الذي يدير في بنما مركزا أكبر يعتزم توسعته "رأيت عددا من السوابق الطبية خلال السنوات الاربع الماضية اكثر مما قد راه معظم الناس طيلة حياتهم... هذا مثير جدا بالنسبة لي." وحتى المرضى الذين حصلوا على نتائج ايجابية يرفضون تصنيف علاج ريوردان على أنه معجزة. تقول هولي هوبر (37 عاما) من سان دييجو التي شخصت حالتها بأنها مرحلة متقدمة من التصلب العصبي المتعدد انها بدأت تسترد الاحساس بقدميها للمرة الاولى خلال عام بعد ثلاثة أسابيع من حقنها بخلايا جذعية استخلصت من دهون منطقة البطن. وأضافت "لا يمكنني القول انه احساس كامل بنسبة 100 بالمئة. هذا غير معقول.. لكني تحسنت." وقالت هوبر انها أنفقت 300 الف دولار على العقاقير والعلاج في الولاياتالمتحدة دون تحقيق نتيجة تذكر قبل أن تلجأ الى العلاج بالخلايا الجذعية في كوستاريكا والذي بلغت تكلفته 30 الف دولار.