هتف مئات السوريين "حرية" لدى تجمعهم في ساعة مبكرة من صباح، اليوم، لاستقبال محتجين جرحى في ضاحية دوما بالعاصمة السورية دمشق، فيما وصف عدد من السكان الوضع داخل المدينة "بالصعب والمحتقن والمحزن"، جراء سقوط قتلى وجرحى في "جمعة الشهداء". وقال ناشطون وشهود عيان، صباح اليوم، إن عدداً من أسر الشهداء ينتظرون تشييعهم اليوم وغداً، وإن عدداً من الجرحى لا يزالون يرقدون في المستشفى تحت مراقبة ومتابعة أمنية، في حين لا تزال أجواء الحزن تخيم على منطقة دوما الواقعة شمالي دمشق. ووصل نحو 50 جريحاً في سيارات شرطة سرية عند منتصف الليل لميدان البلدية، حيث سقط، أول أمس، عدد من القتلى برصاص حي (عرف أسماء 6 أشخاص منهم وأعلنتهم منظمات حقوقية)، يقول الأهالي إنه "رصاص القناص الأمني"، بيد ان رواية السلطات السورية تشير إلى أنه "رصاص عصابات مسلحة يتم إطلاقه من أسطح المباني المجاورة للجامع الكبير، الذي تمت أمامه التظاهرة المضادة للسلطات". وخرج آلاف إلى الشوارع في المدن الكبرى عقب صلاة الجمعة، متحدين قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، واستخدمت الهراوات لمحاولة تفريق المتظاهرين، الذين رفضوا لفتات الإصلاح التي طرحها الرئيس السوري، بشار الأسد. وقال شاهد في دوما إن أفراد الشرطة السرية أعطوا أسماء 25 شخصاً يرقدون في حالة خطيرة في المستشفى، مضيفاً أن السلطات وعدت بتسليم الجثث لعائلات القتلى قبل صلاة الظهر. وأكّد أحد السكان أن "شخصيات المجتمع أوضحت للسلطات أن دوما تريد قتلاها. نتوقع 15". وتواجه السلطات السورية احتجاجات جماهيرية تفجرت في مدينة درعا الجنوبية قبل 16 يوماً، وهي لم تكن مستعدة لتسليم الجثث بسرعة، ولكنها ربما تقوم باستثناء في دوما، وهي حلقة وصل بين دمشق والريف، حيث يبدي المتظاهرون قدراً كبيراً من التنظيم. وقال أحد الناشطين إن "دوما تغلي.سورية كأمة ربما لن تبقى واقفة مكتوفة اليدين وتترك فرصة تاريخية للاصلاح تمر.. الرجال يدركون أنهم يختبئون في البيت في حين تخرج زوجاتهم في الشوارع وتعتقل". وذكر شاهد آخر قام بجولة في الضاحية، أمس، أن المتاجر في شارع تجاري رئيسي واحد على الأقل، أغلقت تضامناً مع المحتجين الذين تجمعوا بعد صلاة الجمعة، على الرغم من التواجد المكثف لقوات الشرطة النظامية والشرطة السرية.