اتسعت رقعة التظاهرات في «جمعة الاصرار» امس لتشمل مدناً سورية عدة، ووصلت للمرة الاولى الى دمشق حيث استخدمت قوات الامن الهراوات والغاز المسيل للدموع لمنع آلاف المحتجين القادمين من ضواح عدة من الوصول الى ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة. تزامن ذلك مع تزايد هتافات «الشعب يريد اسقاط النظام». وسارعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى دعوة سورية الى وقف قمع المتظاهرين بعد رسالة مشابهة وجهها سفراء المانيا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا الى دمشق. وقالت امام الصحافيين في برلين: «ندعو السلطات السورية مرة جديدة الى الامتناع عن اي استخدام للعنف ضد شعبها». واضافت ان «الحكومة السورية لم تلب المطالب المشروعة للشعب السوري. لقد حان الوقت لان تكف الحكومة السورية عن قمع هؤلاء المواطنين وان تبدأ بتحقيق تطلعاتهم». من جانبه، اكد الرئيس التركي عبدالله غُل أمام صحافيين عرب امس انه «لا يرى سوى الإصلاح وسيلة للخروج من الأزمة»، مضيفا انه «عندما صمت الجميع أمام ما يحدث في سورية، كانت تركيا الدولة الوحيدة التي تحدّثت الى دمشق وناقشت معها ضرورة إجراء إصلاحات ووقف العنف». وزاد ان «سياسة تركيا قائمة على مساندة التحوّل الديموقراطي الجاري في العالم العربي، لكن بوسائل سلمية»، موضحاً: «لا نريد مزيداً من القتل والدمار لأن خطر التقسيم والحرب الاهلية يهدد دولاً في المنطقة. لا نريد أن نقع في فخ حروب أخرى، إذ ثمة من يسعى الى إثارة حرب طائفية، سنّية - شيعية أو عربية - إيرانية، إذا فشل في إشعال حرب بين اسرائيل وايران». ميدانيا، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) امس بان «مجموعات متفرقة من المواطنين خرجت الى الشوارع في مناطق عدة من المحافظات عقب صلاة الجمعة، ورددت هتافات تنادي لسورية والحرية والشهيد من دون تدخل من القوى الامنية». ولفتت الى «تجمعات» شهدتها بقية المحافظات في «الدرباسية والقامشلي ودير الزور وحمص وبانياس وجبلة والحفة وحماة وبعض مناطق ريف دمشق»، مشيرة الى ان هذه التجمعات كانت «محدودة وانفض معظمها من دون احتكاكات مع قوى الامن». غير ان ناشطا حقوقيا افاد لوكالة «فرانس برس» بان «قوات الامن فرّقت بالقوة نحو ألفي متظاهر قدموا من (ضواحي) دوما وعربين وحرستا (الى دمشق) بينما كانوا يهمون بدخول العاصمة من حي جوبر» الواقع في الطرف الشمالي للعاصمة، وذلك «باستخدام الهراوات وقنابل مسيلة للدموع». وقال شاهد: «احصيت 15 حافلة مخابرات محملة بالافراد. دخلت الى الازقة الى الشمال مباشرة من الساحة لملاحقة المحتجين». واضاف آخر رافق المحتجين من ضاحية حرستا ان الالاف هتفوا «الشعب يريد اسقاط النظام» ومزقوا العديد من الملصقات التي تحمل صور الاسد على امتداد الطريق. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي للوكالة ان «عشرات الأشخاص تجمعوا امام جامع في حي برزة (في دمشق) عند انتهاء الصلاة»، مشيرا الى «اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين قام على اثره المتظاهرون بإلقاء الحجارة على الشرطة». وفي درعا، اكد ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس» ان «ما بين 2500 وثلاثة آلاف شخص تظاهروا في ساحة السرايا وسط المدينة وهم يرددون شعارات مناهضة للنظام». وفي شمال شرقي سورية حيث الغالبية من الاكراد، اكد الناشط الحقوقي حسن برو لوكالة «فرانس برس» ان «اكثر من خمسة آلاف شخص خرجوا للتظاهر في القامشلي، رافعين لافتات كتب عليها «لا كردية لا عربية، بدنا وحدة وطنية». كما اشار الى «تظاهرة قام بها نحو 300 شخص في رأس العين انطلقت من جامع الاسد باتجاه الدرباسية». واوضح ان قوات الامن لم تتدخل لتفريق التظاهرات. وفي حمص، افاد الناشط الحقوقي نجاتي طيارة لوكالة «فرانس برس» ان «نحو اربعة آلاف شاركوا في تظاهرة بعد الصلاة»، مضيفاً ان «قوات الأمن تدخلت بعد نحو ساعة من اندلاع التظاهرة وفرقت المتظاهرين بالهراوات». وفي مدينة بانياس، ذكر ناشط حقوقي ان «نحو 1500 شخص تجمعوا امام جامع ابو بكر. اما في اللاذقية، فتجمع «نحو ألف شخص في ساحة أوغاريت في مركز المدينة للمطالبة بإطلاق الحريات». وذكر الناشط ان «نحو 500 شخص تظاهروا في جسر الشغور (شمال غربي سورية)»، مشيرا الى ان «الامن اوقف اشخاصاً ما لبث ان اطلقهم بعد ان طالب الاهالي بالافراج عنهم». وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريطاً قالوا انه لتظاهرة في بلدة داريا (ريف دمشق) شارك فيها المئات وهم يهتفون شعارات مناهضة للنظام. كما بث الموقع اشرطة لتظاهرات جرت الجمعة في حلب وطرطوس ودير الزور وحماة وبعض البلديات في ريف دمشق.