في سابقة ربما هي الأولى من نوعها في إيران، ألقى عدد من الأشخاص -اتهموا بالجنون لاحقًا- مواد كاوية على وجوه النساء بسبب طريقة لبسهن للحجاب؛ وذلك في مدينة أصفهان؛ ما أثار الذعر لدى الإيرانيات، إلا أن عددًا منهن شدَّدن على عدم تغيير طريقتهن في اللبس، في تحد لمثل هذه الممارسات العنيفة. وقالت السلطات الإيرانية، يوم الاثنين (20 أكتوبر 2014)، إنها اعتقلت أشخاصًا يُشتبه في إلقائهم المواد الكاوية على من لا يعتبروهن لا يرتدين الحجاب بشكل سليم؛ وذلك إثر عدد من الهجمات في أصفهان أثارت موجة غضب عارمة. وقال نائب وزير الداخلية للشؤون الاجتماعية الإيراني مرتضى مير باقري إن "ثلاثة أو أربعة" مشتبه بهم اعتُقلوا لصلتهم بهذه الحوادث في ثالث كبريات مدن إيران، التي أثارت استنكار رجال الدين والأشخاص العاديين أيضًا. ونقل موقع جام آي جم الإخباري الرسمي، عن حسين أشتري أحد قادة الشرطة في أصفهان؛ قوله إن أربعة اعتداءات حصلت على الأقل، لكن التقارير غير الرسمية تشير إلى أن عدد الحوادث وصل إلى 11. وعبَّر أشتري عن شكوكه في أن الفاعلين ربما يعانون "اضطرابات عقلية". وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا)، نساء تغطيهن الضمادات ويستلقين على أسرَّة مستشفى. وأوردت الوكالة في وصف لإحدى الحوادث، أن امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا فقدت فجأة السيطرة على سيارتها إثر توقفها عند تقاطع للطرق. وأضافت الوكالة: "أصيب الجميع بالصدمة عندما رأوا الشابة تصرخ: (لقد احترقت.. لقد احترقت)". وقال شاهد إنهم رأوا المرأة تخرج من سيارتها وتخلع غطاء الرأس. وأضافت الوكالة أن "المادة الكاوية المستخدمة كانت ذات كثافة كبيرة إلى حد أن ثياب الشابة كانت تذوب، كما تسببت المادة في بقع بيضاء على الأسفلت". وعلى الرغم من تسبب الهجمات في الخوف لدى عدد من نساء المدينة، لكن البعض الآخر أبدى إصرارًا على تحدي هذه الممارسات. وقالت سميرة (30 عامًا)، وهي مدربة في صالة ألعاب رياضية من أصفهان: "أنا لست خائفة ولن أغير أسلوب ارتدائي لملابسي؛ فعلينا أن نقاوم هذا النمط من التفكير".