خالد بن هزيل الدبوس الشراري عرف الإنسان منذ القدم أهمية التاريخ وقيمته؛ لذلك اهتم بدراسته، وسارع إلى تدوين أخبار الإنسانية بداية على الذاكرة، ثم على المباني والمنشآت والأحجار، ثم دونت في الكتب، وذلك لمحاولة فهم أحداث التاريخ وتحليلها، وتفسير الأحداث البارزة، والاستفادة من تجارب التاريخ السابقة. وذهب العلامة ابن خلدون إلى القول: «يحتاج فن التاريخ إلى مآخذ ومعارف متنوعة، وحُسن نظر وتثبت يُفيضان بصاحبهما إلى الحق، وينكبان به عن المزلات والمغالط». وينظر العالم «السخاوي» إلى التاريخ على أنه فن يبحث عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت، أما «الكافيجي» فيراه علم يُبَحَثُ فيه عن الزمان وأحواله، وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته. وتقوم فلسفة التاريخ عند ابن خلدون على البحث عن العلل الباطنة التي تؤدي إلى الحركة التاريخية، فهو يرى أن للتاريخ جانب ظاهري وآخر باطني، فالظاهري لا يعدو أن يكون إخبار عن الأيام والدول القديمة والأمم الماضية، إلا أنه في الباطن نظر وتحقيق، وتعليل دقيق للكائنات ومبادئها، وكذلك يطلعنا على أسباب الوقائع والأحداث وكيفية حدوثها. وليس الهدف من الدراسة التاريخية مجرد الوقوف على الحوادث والنحو الذي وقعت فيه؛ ولكن لا بد من فهم هذه الحوادث، والكشف عن وحده الارتباط بين بعضها والكشف عن الصلة بين الأحداث، واستخراج العبر والعظات منها للاستفادة في فهم الواقع الذي نعيشه الآن. والتبرير الأساسي للدراسة التاريخية؛ أنها ضرورية، فهي تسد حاجة غريزة إنسانية أساسية وتفي بحاجة أصلية من حاجات البشر الذين يعيشون في المجتمع. خالد بن هزيل الدبوس الشراري