جاءت ردود أفعال وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة والقريبة من السلطة متشنجة في التعاطي مع ما نسبته صحيفة "لوفيغارو" للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أقوال فحواها "أن دولتين في المنطقة لا تستحقان الوجود هما إسرائيل وإيران." وتأرجحت الحملات الإعلامية الإيرانية بين العنصرية الفارسية المعادية للعرب وخادم الحرمين الشريفين باعتباره أهم شخصية عربية ورمزاً لهم، والطائفية التي سعت للضرب على وتر الشيعة والسنة. ورفع موقع "تابناك" المعادي للعرب التابع للجنرال محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، علم هذه الحملة دون أن يتأكد من صحة ما نشرته لوفيغارو، معتبراً ذلك ينبع من كون "المملكة العربية السعودية تنظر إلى إيران الآخر الذي من خلاله تعرف نفسها" على حد زعمه. في حين أن أهم القواميس الإيرانية المعروفة باسم "دهخدا"، والذي كتب في النصف الأول من القرن الماضي، يعرف الفارسي من خلال جعل العربي نقيضاً له فيقول إن "الفارسي هو من ليس عربي". وتجاوزت بعض المواقع الحدود لتصل إلى استخدام لغة عنصرية معادية للعرب بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص. فاستخدمت أبيات من الشاعر الملحمي الإيراني فردوسي في ذم العرب في أكثر من عنوان، حيث يقول فردوسي في ذم المسلمين العرب الفاتحين لإيران: "بلغ الأمر بالعرب بعد شرب حليب النوق وأكل الضبا أن صاروا يتمنون تاج كسرى، تف عليك أيها الفلك الدوار تف!". هذا وحث الموقع القريب من مراكز القرار في إيران مراجع الشيعة كي تلعب ما اعتبره دورها التاريخي، حسب تعبيره، كما لعبته في الحروب بين إيران وروسيا في القرن التاسع عشر لإصدار فتوى الجهاد ومقاطعة المملكة العربية السعودية. من جهتها، وخلافاً للتسرع الإعلامي الإيراني، سارعت السعودية إلى إصدار بيان على لسان مسؤول رسمي نفي فيه ما نشرته صحيفة فرنسية حول حديث الملك عبدالله.