منذ أن وضعت الدولة الإيرانية يدها على الدولة العربية الأحوازية عام 1925 بموجب حرب عدوانية محرمة من وجهة نظر القانون الدولي العام، ألغت الدولة الإيرانية جميع مؤسسات الحكم العربي في الأحواز وألغت المدارس، ومنعت الحديث والدراسة باللغة العربية في الأحواز، وشنت حربها الشعواء ضد كل ما هو عربي فيها. وعمدت الدولة الإيرانية على تغيير اسم الأحواز إلى تسمية فارسية، وهي خوزستان، وقامت بتغيير أسماء المدن والقرى والمواقع من العربية إلى الفارسية، فغيرت اسم مدينة المحمرة إلى “خرمشهر” وعبادان إلى “آبادان” ومعشور إلى “ماهشهر” والسوس إلى “شوش” وتستر إلى “شوشتر” و...إلخ. وتنم هذه السياسة عن العنصرية الفارسية تجاه العرب ومدى كراهيتهم لهم، وليس أدل على ذلك من المناهج الدراسية الإيرانية التي تتضمن عديد الأبيات للشاعر الإيراني فردوسي التي تذم العرب والمسلمين الفاتحين لإيران، حيث يقول: “بلغ الأمر بالعرب بعد شرب حليب النوق أن صاروا يتمنون تاج كسرى”! وبالمقابل يزداد تشبث الأحوازيين بهويتهم العربية، ولكن مثلهم في ذلك مثل القابض على الجمر، إذ التشبث بالهوية العربية في إيران له ثمنه الباهظ، ويعد جريمة لا تغتفر من وجهة نظر المحتل الإيراني، وتهمة “الشعب العربي” تلاحق الأحوازيين على الدوام وتفتك بهم، وكم من مواطن أحوازي راح ضحية ذلك من خلال حبال المشانق الإيرانية، ولكن الأحوازيين صامدون على أي حال في سبيل الحفاظ على هويتهم والذود عن عروبة الأحواز وكرامتها.