أبرز عدد من رجال الأعمال دور مهرجان جدة غير 32 في زيادة عدد الفرص الاستثمارية في المجال السياحي، حيث وجد التنافس بين الشركات والمؤسسات في الدخول في مشاريع سياحية، لإيمانهم أن هذه الصناعة أخذت تعتمد عليها عملية التنمية كثيرا وسط توقعات أن تشهد الفترة المقبلة تطورا مزدوجا على صعيدي السياحة والسفر لما فيهما من تلازم وتنشيط الحركة السياحية في المملكة. وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة جدة المهندس سليم بن سالم الحربي أن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن السياحة أسهمت في المملكة بنسبة 7.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وتعد عنصرا رئيسا في الخطط التي تستهدف تقليل الاعتماد على النفط وتوفير فرص عمل للسعوديين، حيث وفر القطاع أكثر من 490 ألف وظيفة مباشرة في 2010م شغل السعوديون نحو 130 ألف وظيفة منها بحسب معلومات الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤكدا أن استمرار مهرجان جدة في نسخته لهذا العام على مدار 70 يوما يمثل انفتاحا جديدا على آفاق أرحب للسياحة في المملكة، وذلك من خلال الرعاية المتواصلة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، لهذا الحدث السياحي الأبرز في المملكة. وأكد أن مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي في المملكة يدعو للتفاؤل في ظل الاهتمام الذي يحظى به هذا القطاع الحيوي من قبل الحكومة وفي ظل الجهود التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيرا إلى أن السياحة أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني ومن المتوقع أن تصبح من أهم الموارد الاقتصادية في المستقبل في وقت تتجاوز فيه الإيرادات السياحية 40 مليار ريال، وتتميز السياحة السعودية بالنمو السريع في ظل توقعات تشير إلى أن القطاع يوفر أكثر من 90 ألف وظيفة إضافية بحلول عام 2014م. وقال عضو مجلس إدارة غرفة جدة: إن القطاع الاقتصادي بما فيه السياحي واعتباره أكبر المستفيدين من مثل هذه المهرجانات كمهرجان جدة لعوائدها الاستثمارية الكبيرة مما يدلل على ضرورة الاهتمام بإبراز المشاريع السياحية، خصوصا التي تحمل الطابع الترفيهي والثقافي وتهتم بالمقومات السياحية بالمملكة وجدة على وجه الخصوص. من جانبه، أشار رئيس لجنة الضيافة في غرفة جدة الدكتور خالد الحارثي إلى أن هناك إقبالا متزايدا من السياح في مهرجان جدة غير لمختلف المطاعم والمقاهي والمتنزهات، واللجنة تكللت مساعيها بالنجاح في هذا الجانب من خلال وضع خطة متكاملة لتصنيف المطاعم في جدة مع إحدى الشركات المتخصصة في مجال الضيافة وعمل مسار توظيف خاص لقطاع المطاعم والمقاهي بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة وصندوق الموارد البشرية، واعتماد يوم الضيافة السعودي الذي يعد أكبر وأهم إنجاز للقطاع لدعم عجلة السعودة من خلال إقامته بشكل سنوي وإعداد الدراسات التي تناقش معوقات السعودة بالقطاع وبحث الحلول لها وصياغة الأنظمة والاشتراطات الخاصة بالمطاعم والمقاهي والمنتزهات مع مختلف الجهات بما يتماشى مع التطور السياحي الذي تشهده عروس البحر الأحمر. وأشار إلى تنافس المواقع السياحية والمدن الترفيهية في تقديم ما لديها من أنشطة سياحية متنوعة واستقبال المصطافين من جميع المحافظات والمناطق الذين يتوافدون بشكل متزايد يوما بعد يوم، إذ شهدت أيام مهرجان جدة منذ بداية الإجازة الصيفية ومرورا بشهر رمضان المبارك الذي نعيش أيامه ولياليه الفضيلة حركة سياحية نشطة في كافة مرافق عروس البحر الأحمر، وهذا يعطي توقعا بأن يضرب مهرجان جدة غير 32 رقما قياسيا غير مسبوق في عدد الزوار والمصطافين لمدينة جدة في هذا العام. من جهة أخرى، تشهد جدة هذه الأيام من شهر رمضان إقبالا لافتا على أسواق منطقة البلد من الزوار والمرتادين والمتسوقين والمعتمرين، حيث سجلوا ارتياحهم بما قدمه مهرجان جدة غير 32 من فعاليات وأنشطة ثقافية وتراثية تقدم في منطقة جدة التاريخية. وأوضح مدير قطاع السياحة والفعاليات في غرفة جدة محمد الصفح، أن الفعاليات التي تستضيفها برحة نصيف تنظم بشكل يومي وتشمل ألعاب الأطفال الرمضانية والمسحراتي والجسيس والزفة الشعبية وفتح بيت نصيف للزوار وتشغيل عين فرج يسر التاريخية للزوار والمرتادين إلى جانب محاضرات تعريفية عن جدة التاريخية. وأكد مدير بلدية المنطقة التاريخية المهندس سامي نوار تقدم بلدية البلد وبعض بلديات الأحياء القديمة لإحياء التراث الثقافي لجدة والتعريف به، وقال: نحرص في أمانة جدة من خلال بلدية المنطقة التاريخية على تعريف الشباب بتراث جدة القديمة وبالعادات والتقاليد المعروفة في منطقة الحجاز. وأشار إلى اتخاذ مهرجان جدة غير بتعاون غرفة جدة وأمانة محافظة جدة وكافة الجهات ذات العلاقة الطرق الفاعلة في تقديم ترفيه تراثي للجميع يتناسب مع مكانة جدة وتاريخها العريق وحضارتها الراسخة والمتمثل في إحياء منطقتها التاريخية أمام الزوار في هذه الأيام.