أبرز عدد من أصحاب الأعمال دور مهرجان جدة غير 32 في زيادة عدد الفرص الاستثمارية في المجال السياحي حيث وجد التنافس بين الشركات والمؤسسات في الدخول في مشاريع سياحية لإيمانهم بأن هذه الصناعة أخذت تعتمد عليها عملية التنمية كثيراً وسط توقعات أن تشهد الفترة المقبلة تطورا مزدوجا على صعيدي السياحة والسفر لما فيهما من تلازم وتنشيط الحركة السياحية في المملكة ككل حيث وصل متوسط الإنفاق اليومي للسائح داخل المملكة إلى 268 ريالا عام 2010م مقارنة مع 168 ريالا في 2009م بارتفاع قدره 59,1% في حين بلغ متوسط الإقامة 5,1 ليلة في 2010م مقارنة مع 6.2 ليلة عام 2009م حيث تعتمد صناعة السياحة في السعودية بشكل عام وجدة على وجه الخصوص على السعوديين والعرب من دول مجلس دول الخليج. وأوضح عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة المهندس سليم الحربي أن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن السياحة أسهمت في المملكة بنسبة 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وتعد عنصرا رئيسيا في الخطط التي تستهدف تقليل الاعتماد على النفط وتوفير فرص عمل للسعوديين حيث وفر القطاع أكثر من 490 ألف وظيفة مباشرة في 2010م شغل السعوديون نحو 130 ألف وظيفة منها بحسب معلومات الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤكداً أن استمرار مهرجان جدة في نسخته لهذا العام على مدار 70 يوما يمثل انفتاح جديد على آفاق أرحب للسياحة في المملكة وذلك من خلال الرعاية المتواصلة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لهذا الحدث السياحي الأبرز في المملكة. ولفت إلى أن القطاع السياحي يشهد في معظم أنحاء العالم وفي المملكة العربية السعودية تحديدا ازدهاراً شديداً لاسيما في ظل التشريعات والقوانين التي سمحت بدخول الشركات الخاصة إلى هذا القطاع لتدخل مرحلةً جديدة يشتد فيها التنافس في أنواع الخدمات التي تقدم للسائح والمسافرين مشيرا إلى أن المملكة وفي إطار جهودها الرامية لتعزيز حضور الكوادر السعودية في هذا القطاع قد نجحت في رفع نسبة توطين كوادرها وذلك بإعداد معايير مهنية للسياحة والسفر بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة في إطار الحرص على أن تسير صناعة السياحة في الاتجاه السليم عبر فتح المجال التنافسي في مناطق الجذب السياحي. وأكد أن مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي بالمملكة يدعو للتفاؤل في ظل الاهتمام الذي يحظى به هذا القطاع الحيوي من قبل الحكومة وفي ظل الجهود التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مشيرا إلى أن السياحة أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني ومن المتوقع أن تصبح من أهم الموارد الاقتصادية في المستقبل في وقت تتجاوز فيه الإيرادات السياحية 40 مليار ريال وتتميز السياحة السعودية بالنمو السريع في ظل توقعات تشير أن يوفر القطاع أكثر من 90 ألف وظيفة إضافية بحلول عام 2014م. وقال عضو مجلس إدارة غرفة جدة : أن القطاع الاقتصادي بما فيه السياحي واعتباره أكبر المستفيدين من مثل هذه المهرجانات كمهرجان جدة لعوائدها الاستثمارية الكبيرة مما يدلل على ضرورة الاهتمام بإبراز المشاريع السياحية خصوصا التي تحمل الطابع الترفيهي والثقافي وتهتم بالمقومات السياحية بالمملكة وجدة على وجه الخصوص فنجد مقومات السياحة تتكامل في عروس البحر الأحمر التي باتت من أكثر المدن السعودية احتضانا لمرافق ومنشآت سياحية متطورة كالفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات إضافة إلى المطاعم التي تقدم ألوانا مختلفة من الأطعمة والمراكز الترفيهية والمتاحف الأثرية والعملية والتاريخية ومتاحف التراث كما يوجد فيها أكثر من 126 فندقا توفر 11 ألف غرفة وما يزيد على 730 وحدة سكنية مفروشة وتوفر أكثر من 28 ألف وحدة سكنية لاستقبال المصطافين. من جانبه بين رئيس لجنة الضيافة بغرفة جدة الدكتور خالد الحارثي أن المهرجانات السياحية تلعب دوراً محورياً في النهوض بصناعة الضيافة لتكون سبباً للتنمية السياحية من جانب وتنويع مصادر الدخل من جانب آخر مفيدا أن لجنة الضيافة بغرفة جدة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الغرف السعودية حيث تم تأسيسها عام 2007م ومن أبرز ما حققته من إنجازات هو فعالية يوم الضيافة السعودي وما تركه من أثر إيجابي على شباب الوطن تحت رعاية معالي وزير العمل فقطاع الضيافة جزء لا يتجزأ من الكيان السياحي في المملكة. وأشار إلى أن هناك اقبال متزايد من السياح في مهرجان جدة غير لمختلف المطاعم والمقاهي والمتنزهات واللجنة تكللت مساعيها بالنجاح في هذا الجانب من خلال وضع خطة متكاملة لتصنيف المطاعم بجدة مع إحدى الشركات المتخصصة في مجال الضيافة وعمل مسار توظيف خاص لقطاع المطاعم والمقاهي بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة وصندوق الموارد البشرية واعتماد يوم الضيافة السعودي الذي يعد أكبر وأهم إنجاز للقطاع لدعم عجلة السعودة من خلال إقامته بشكل سنوي وإعداد الدراسات التي تناقش معوقات السعودة بالقطاع وبحث الحلول لها وصياغة الأنظمة والاشتراطات الخاصة بالمطاعم والمقاهي والمنتزهات مع مختلف الجهات بما يتماشى مع التطور السياحي الذي تشهده عروس البحر الأحمر. وأعتبر الدكتور الحارثي مهرجان جدة غير محطة جديدة للتقدم السياحي في عروس البحر الأحمر التي تتميز بتاريخها العريق وتراثها الثقافي المتنوع ورصيدها من النشاط الإنساني في جميع المجالات مؤكداً أن السياحة الداخلية لعروس البحر تشهد ازدياداً في كل عام لاستمرار أعمال اللجان القائمة على تنظيم المهرجانات بجدة بشكل عام ومهرجان جدة غير بشكل خاص وأن تنوع الأجندة وزيادة الفعاليات ساهم بشكل كبير في النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في نصفه الأول. وشدد على أن مهرجان جدة يلعب دوراً في إنعاش سوق الاستثمار السياحي بما فيه قطاع الضيافة لكون مدينة جدة متميزة بوجود أماكن سياحية مختلفة تتطلب من السائح أن يتنقل بين جنباتها والاستمتاع بما تزخر به من مقومات سياحية مختلفة وهذا المهرجان يمثل التقدم السياحي في عروس البحر الأحمر التي تتميز بتاريخها العريق وتراثها الثقافي المتنوع ورصيدها من النشاط الإنساني في جميع المجالات آملاً أن تتحقق للسياحة الداخلية النجاحات التي تجعلها في المقدمة فالسياحة الداخلية لمدينة جدة تشهد ازديادا في كل عام لاستمرار أعمال اللجان القائمة على تنظيم المهرجانات بجدة بشكل عام ومهرجان جدة غير بشكل خاص. وأشار إلى تنافس المواقع السياحية والمدن الترفيهية في تقديم ما لديها من أنشطة سياحية متنوعة واستقبال المصطافين من جميع المحافظات والمناطق الذين يتوافدون بشكل متزايد يوماً بعد يوم إذ شهدت أيام مهرجان جدة منذ من بداية الإجازة الصيفية ومروراً بشهر رمضان المبارك الذي نعيش أيامه ولياليه الفضيلة حركة سياحية نشطة في كافة مرافق عروس البحر الأحمر وهذا يعطي توقعاً بأن يضرب مهرجان جدة غير 32 رقماً قياسياً غير مسبوقاً في عدد الزوار والمصطافين لمدينة جدة في هذا العام. وعد هذا التنافس في مجال تقديم المنتج السياحي عامل مهم لدعم الحركة السياحية والاتجاه القائم حالياً للتخصيص يعطي فرصاً أكبر للاستثمار والتوسع في مجال هذه الصناعة الواعدة وأن توفر القوى العاملة المدربة في الوقت الحاضر هو من أبرز ملامح هذه الصناعة لافتة إلى اهتمام الدولة بالمشاريع السياحية مما ينبئ بمستقبل زاهر للسياحة في كافة المجالات. الجدير بالذكر أن التقرير الصادر عن المجلس الدولي للسياحة والسفر عن التوقعات المستقبلية للسياحة والسفر لعام 2019م يشير إلى احتلال المملكة المرتبة رقم 23 عالميا من حيث الناتج المحلي للاقتصاد والسياحة.