نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أخيرا مقالات ضمن تحليل لأهم الأحداث والشخصيات التي شهدها عام 2010، الذي انتهى لتوه. وخصصت مقالة للحديث عن أولئك الذين تتجاهلهم قنوات الأخبار، رغم أن ما يقومون به أحدث تغييرا، أو رفع ظلما، أو حاول ذلك. ومن بين هؤلاء الجنود المجهولين، تحدثت عن رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، التي لم تكن فقط أول رئيسة دولة إفريقية، بل تعد أحد الساسة القلائل الذين ينجزون ما يعدون دون التشبث بالسلطة في بلد أنهكته 14 عاما من الحرب الأهلية استنزفت خلالها الدماء الغزيرة. تحمل الرئيسة سيرليف لقب «المرأة الحديدية» للدور الذي قامت به من أجل إعادة بناء ليبيريا، وهي دولة تعاني من ميراث حرب أهلية استمرت 14 عاما وحصدت أكثر من 200 ألف قتيل وهجرت نحو 500 ألف آخرين، وفساد منتشر، وديون ضخمة، وبطالة متفشية تشمل 90 % من شعبها. ويناديها الليبيريون بكل فئاتهم ب«ماما سيرليف». ورغم أنها عاشت في الغرب أعواما كثيرة، إلا أنها تختار ارتداء الملابس الإفريقية التقليدية. وهي أم لأربعة أبناء وجدة لستة أحفاد، واستطاعت التوفيق بين المهام الرئاسية والاجتماعات التنفيذية الرسمية إلى جانب الحياة الأسرية والمنزلية. وينظر الكثير من الناس في أنحاء العالم إلى الرئيسة سيرليف بشيء من الإعجاب ويرونها مثالا على ما تستطيع المرأة القائدة أن تفعله. فقد تمكنت من إعادة الكهرباء للمرة الأولى منذ 1992، ورفعت نسبة الأطفال في المدارس بما يزيد على 40 %، كما عملت على سن عقوبة السجن للضالعين في جرائم اغتصاب. وفي نوفمبر الماضي، أقالت الرئيسة جميع وزرائها باستثناء واحد فقط. وطلبت منهم التنحي فورا من مناصبهم، وأوضحت لهم أنها تريد إعادة هيكلة الحكومة وتبدأ بسجل جديد. وجاء في بيان أن نواب الوزراء سيديرون الوزارات حتى يتم تعيين بدلاء، ويمكن أن يطلب من بعض الوزراء العودة. وأبقت سيرليف على وزير شؤون الرئاسة في منصبه بشكل مؤقت. وتملك سيرليف التي تسلمت السلطة منذ عام 2006، مسيرة سياسية طويلة وصعبة؛ فقد شغلت هذه المرأة خلال ال20 عاما الأخيرة عدة مناصب عامة لفترات قصيرة، وقضت فترات أطول في المنفى، وبعدما انتقدت النظام العسكري لصمويل دو في 1985، حكم عليها بالسجن لمدة عشرة أعوام، لكن تم الإفراج عنها بعد عام وغادرت البلاد حيث عملت مع البنك الدولي: «لقد استثمرت جزءا طويلا من حياتي في النضال من أجل تحسين الأوضاع في ليبيريا، ولن أتوقف حتى نحقق التقدم الذي كنا نحتاج إليه دائما». ومن المتوقع أن ترشح نفسها مرة أخرى في الانتخابات المقررة في وقت لاحق من العام الجاري. ويجادل مؤيدو سيرليف بأنه بعد أكثر من 100 عام من سوء الإدارة من قبل الساسة الرجال، وبعد حرب أهلية دمرت البلاد تقريبا، فقد آن الأوان كي تتسلم النساء القيادة. وترى سيرليف أن انتخاب امرأة لمنصب الرئيس في بلد إفريقي يعني الكثير بالنسبة إلى دور النساء في القارة. وحتى الآن، وصلت ثلاث نساء فقط إلى منصب الرئاسة في القارة السمراء، لكن لم تكن أي منهن منتخبة، فقد تم تعيين روث بيري رئيسة لمجلس الدولة في ليبيريا سبتمبر 1996 بعد الإطاحة بحكم صمويل دو. وقامت سيلفي كينيجي بدور الرئيس في بوروندي عقب اغتيال الرئيس ميلشوار نداداي في أكتوبر 1993. وقامت كارمين بيريرا بأعمال الرئيس في غينيا بيساو لمدة يومين في مايو 1984 .