يعد فقدان الحجاج خاصة كبار السن والأطفال من المشكلات التي تواجهها كثير من مؤسسات الطوافة وبعثات الحج فوسط وجود ملايين الأنفس في بقعة جغرافية ضيقة تصبح احتمالات الاختفاء والذوبان وسط تلك الحشود واردة بشكل كبير خاصة وأن اللغة والأمية تقفان حاجزا كبيرا في معرفة الحجاج لاتجاهاتهم. وذهب العديد من الجهات المختصة إلى تبني وسائل للتقليل من حالات الفقد وتسهيل عملية العثور على المفقودين فالكشافة السعودية على سبيل المثال أسهمت في حج هذا العام من خلال معسكراتها في إيصال 49874 حاجا تائها وأن يرشدوا عبر عملية الإرشاد المتجول 453717 حاجا وإرشاد 75 طفلا وذلك عبر 11333 طلعة لأفراد الكشافة التي استعان أفرادها بوسائل حديثة جدا لتقليل الجهد والوقت مثل استخدام نظام المعلومات الجغرافية GIS وتطبيق عملية الإرشاد الإلكتروني والإرشاد المتجول الذي عمل فيه 300 جوال من مختلف جامعات المملكة، وطباعة كميات كبيرة من الخرائط لمشعري منى وعرفات وتوزيعها على الحجاج. ولم تكتف الكشافة بذلك فقط بل أنشأت موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت للأطفال التائهين في الحج وهو منح الأمل لأسرهم في العثور عليهم. والموقع يضم صور الأطفال التائهين وأسماءهم وجنسياتهم وأعمارهم وكافة تفاصيله من لونه ولون شعره وملابسه وما إلى ذلك. وقدم الموقع بالفعل دورا كبيرا في عثور الأسر على أطفالها ومنهم الطفل سلمان سيف ناسيه «باكستاني، سبعة أعوام» الذي فشلت والدته في العثور عليه وسط الحشود المليونية في المشاعر المقدسة حتى جاءها اتصال من أحد أقاربها يفيدها أن صورة ابنها موجودة على موقع الأطفال التائهين فأسرعت جريا إلى مركز إرشاد الأطفال التائهين في عرفات حيث تسلمت ابنها سالما. من جانب آخر تقوم الجهات الأمنية بدور مقدر في العثور على المفقودين وتتبع آثارهم من خلال دورياتها وعناصرها المنتشرة في كافة المواقع. وأكدت شرطة العاصمة المقدسة أنها تتابع بلاغات مؤسسات الطوافة وبعثات الحج بفقدان بعض حجاجها ولا تغفل عنها إطلاقا حيث تقوم بكافة الإجراءات اللازمة للعثور عليهم. وذكر الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان ل«شمس» أن مثل هذه الحالات لا تغفلها أجهزة الشرطة وهي تقوم بالتعميم عن المفقودين ونشر صورهم وبياناتهم على كافة قطاعاتها والقطاعات الأخرى على عموم مناطق وهجر وقرى المملكة والسير في متابعتها حتى العثور عليهم ومن ثم التحقق والتثبت من أسباب فقده أو اختفائه. ولفت إلى أن قضية الحاج البنجالي محمد قيام الدين المفقود منذ الرابع من ذي الحجة الجاري سيتم حلها قريبا وأنه ليس من الضروري بقاء ذويه في البلاد حتى العثور عليه حيث ستتكفل مؤسسة الطوافة المعنية به بمتابعة شؤونه مع الشرطة حتى إيصاله لذويه. أما الناطق الإعلامي بصحة مكةالمكرمة فائق حسين فأشار إلى أن العمل جار للعثور على الحاج البالغ من العمر 78 عاما بمستشفيات ومراكز العاصمة المقدسة الصحية وأيضا ثلاجات الموتى. فيما ذكر مدير مكتب الخدمة التابع للمؤسسة المعنية بشؤون ورعاية الحاج المفقود عبدالله ضفر أن المؤسسة تواصل البحث عنه رغم أنه لا يزال تحت مسؤولية المؤسسة الأم .