اتفق مجموعة من النقاد والمهتمين بالشأن الدرامي المحلي على أن هناك ضعفا في نوعية الأعمال المحلية المقدمة على الفضائيات العربية، وأن هناك استنساخا للأفكار، وضعفا في أداء بعض الفنانين المشاركين؛ ففي البداية أوضح المخرج والأكاديمي خالد المريشد أنه لا يوجد لدينا دراما حقيقية، وأن كل ما يعرض في الدراما السعودية هو «مشي حالك» معللا ذلك بعدم استيفاء الأعمال الدرامية للمعايير التي يجب توافرها في كل عمل درامي والتي يأتي من أهمها الصراع والحبكة والحل وغيرها: «التعبير عما تنطوي عليه النفس من عواطف من حزن وفرح وإعجاب وكراهية وحب لا نستطيع أن نجده لدى معظم الممثلين». وأشار المريشد الذي قدم مسلسل «شيكات» على القناة الأولى إلى أنه لا يوجد لدينا ثقافة وفي بعض الأحيان نجد أن الممثل يؤدي مشاهده وهو لا يعلم من سيقابل في العمل: «في الدول المتقدمة دراميا المشاهد تجده لا يبحث عن الممثل أو من يكون البطل إنما يبحث عن كاتب النص والمخرج فهو يعلم أن الكاتب عندما يكون جيدا لن يقدم عملا رديئا». وبين المريشد أن العمل الفني كاللوحة التشكيلية فعندما ترسم شخصية معينة فإنك لن ترسمها بشكلها الذي تراه إنما ستزيدها جمالا وألوانا زاهية يراها المشاهد بشكل رائع وجذاب. واختتم المريشد حديثه بقوله «إذا لم يخرج المشاهد بمتعة فنية بعد نهاية الحلقة فليس ما يشاهده فنا على الإطلاق». تسلط المنتجين من جانب آخر تحدث المخرج والناقد رجاء العتيبي عن تسلط بعض المنتجين على المخرجين وتهميشهم، مبينا أن هذه الثقافة لن تصل بالدراما السعودية إلى المنافسة العربية وإنما سيكون عكس ذلك: «فأحيانا تجد المنتج يفرض ممثلا معينا على المخرج أو حتى شكلا أو مضمونا وكأنه هو الأدرى والأعلم بما يحدث يجب أن تنمو لدينا ثقافة الإخراج ودوره في العمل وما الأثر الذي سينتجه المخرج حال عمله على أريحية تامة، وأستغرب من المنتجين عندما يصرف للمخرج مبالغ كبيرة وبعدها هو من يعمل كل شيء». وذكر العتيبي في ثنايا حديثه أن بعض المنتجين هم من يختارون الفنانين ويتولون توزيع الأدوار على مزاجهم ويقومون بأعمال ليست من واجبهم. وعن اختفاء الأعمال الدرامية التي تتكون من قصة واحدة طوال 30 حلقة وانتشار الحلقات المنفصلة أوضح العتيبي أن السبب في ذلك بحث المنتجين عن التوفير وعدم وجود كاتب يستطيع أن يكتب مسلسلا دراميا متكامل الشروط. نجاح الأجانب وعن اتجاه الكثير من المشاهدين للدراما التركية والأجنبية أوضح: «في الأعمال التركية هناك ملامسة للمشاعر الإنسانية ولديهم حبكة درامية عالية وبغض النظر عن القيم والعادات غير الموجودة بالأعمال التركية إلا أنها من جانب فني مميزة وأيضا هذه الأعمال بحثت عن الجانب الرومانسي فأعمالنا تجدها دائما عكس ذلك تماما». وواصل العتيبي انتقاداته للدراما المحلية ونجومها، مبينا أنه في العمل الدرامي يجب على الممثل أن يتقمص الشخصية الدرامية ولكن ما يحدث عكس ذلك تماما، فتجد أن الممثل يهيمن على الشخصية الدرامية وتجده يقدم نفسه كشخصه وليس كفنان دخل في شخصية جديدة يجب أن تتغير الكثير من المشاعر والأحاسيس، وأن يظهر بشكل ومضمون تلك الشخصية، وفي هذا الجانب بالذات ينقص الممثل الكثير من الوعي، ويجب على كل ممثل أن يفرق بين الممثل والشخصية الدرامية. ورفض رجاء العتيبي أن تكون الدراما هي أداة توجيه وإرشاد وإصلاح، وذكر أنها منطقة للترفيه وتأسيس الوعي الجمالي مستشهدا بما يحدث في الدول المتقدمة التي تندرج فيها تحت إطار التسلية: «هنا نوجه رسالة ونقدم عملا راقيا وليس شرطا بأن ننصح، فهناك الجهات المختصة بالتوجيه والإرشاد». واختتم العتيبي حديثه أنه «لا يوجد لدينا خدمات إنتاجية تساعد المخرج على تطوير عمله فتجده يعمل بالموجود والمتوفر لديه فهذا أمر ينقص كل مخرج ويقلل من جودة العمل. مازلنا متأخرين ويضيف المخرج أحمد الدخيل الله أننا مازلنا في بداية ظهور الأعمال وشاهدنا بداية تكون موفقة للأعمال السعودية، ولكن يجب أن نعلم جميعا في أننا مازلنا متأخرين كثيرا، ويجب فعلا أن نصل كما وصلت له الدراما المصرية أو السورية أو حتى الكويتية نحن حتى لا توجد لدينا بروفات للعمل فتجد الممثل يتم الاتصال به من قبل المخرج، ويحضر ومعه النص، ويدخل التصوير فورا، علما بأن جمعية المنتجين لديها قاعات للبروفات ولكن لا يوجد عمل حضر لهذا المقر واستعد جيدا. لدينا قاعات بلا بروفات محمد الغامدي رئيس جمعية المنتجين أوضح أن الدراما العربية يجب أن تخدم المجتمع بكل مقاييسه، وذلك يعود لنوعية العمل الدرامي وليس كل عمل نستطيع أن نجعل منه عملا يخدم المجتمع، وذكر أنهم في اتحاد المنتجين يقدمون كل التسهيلات للأعمال السعودية، ولديهم قاعات مجهزة لعمل البروفات، ولكن لم يتقدم لهم أي منتج بطلب الحضور والعمل بها، ونتمنى أن نزيد من وعينا وثقافتنا حتى نساهم في تطوير أعمالنا. التليفزيون محترم من ناحيته كشف الفنان سعد خضر أن من عيوبنا أننا نتكلم عن الدراما التليفزيونية كالسينما متناسين أن التليفزيون له احترامه وللمشاهد، ولكن السينما وضعها مختلف: «ففي المسرح المخرج حدوده أثناء البروفات فقط ولا يستطيع التحكم بالممثل أثناء العرض، يجب على الكلمات أن تحدد على التليفزيون وليس في كل مشهد تجد الفنان يخرج بأفيهات جديدة، احترام المشاهد مطلب مهم وضروري ويجب أن يعيه كل كاتب ومنتج ومخرج وحتى قناة ستعرض العمل»