الناس أشكال وألوان .. طباع وميول مختلفة، حتى في محيط التفكير نجد من لديه شغف وفضول للمعرفة ، كما نرى آخرين يطلق عليهم أصحاب الدماغ الكبيرة التي لا تتلهف على مزيد مما تملكه من معلومات. ويفسر علماء الأعصاب الأمر بوجود متعة حقيقية تجتاح الدماغ، ويُحس بها الإنسان عندما يلتقط المعلومة أو يتمكن من عمل يشوبه المغامرة، وقد تمكن علماء من تحديد منطقة في الدماغ قد تشجع البعض علي أن يكون لديهم روح المغامرة. وتبين للعلماء بعد استخدام أجهزة مسح معقدة بأن هذه المنطقة موجودة في جزء غير متطور من الدماغ ينشط عندما يلجأ البعض إلي خيارات غير عادية أو مألوفة. وأشارت الدراسة إلى أنه عندما يلجأ المرء إلي خيار غير مألوف تنشط منطقة في الدماغ اسمها" ventral striatum"، مؤكدة أن الرغبة في الحصول علي تجارب جديدة وغير مألوفة تعكس وجود مثل هذا الميل السلوكي الأساسي عند الإنسان والحيوان. وحذرت الدراسة من أن المغامرة قد تحمل في طياتها المخاطر وبأن بعض الخيارات قد يكون فيها مجازفات، طبقاً لما ورد بجريدة "الراية القطرية". صفات بشرية يفسرها العلم وفي سياق متصل ، أكد باحثون يابانيون أن الثناء على الناس على سبيل المجاملة له نفس الأثر الذي يحدثه المال من حيث تنشيط مركز المكافأة في المخ. واعتبر الباحثون أن الدراسة تقدم دعماً علمياً للافتراض القائم منذ وقت طويل بأن الناس يحصلون على دفعة نفسية عندما تكون سمعتهم طيبة. وأوضح الدكتور نوريهيرو ساداتو من المعهد الوطني الياباني لعلوم وظائف الأعضاء في أوكازاكي باليابان أن هذه الأنواع من المكافات التي تبدو مختلفة -السمعة الطيبة والمال- تتماثل من حيث الشفرة البيولوجية التي تصدر عن مجموعة عصبية واحدة في المخ. وأضاف ساداتو أن هذا يقدم القاعدة البيولوجية لخبرتنا اليومية بأن السمعة الشخصية تولد نفس الشعور الذي يتولد لدى المرء عند حصوله على مكافأة مالية. وأشار ساداتو الذي نشرت دراسته في دورية "الخلية العصبية" إلى أن نتيجة البحث تعد خطوة أولى هامة نحو تفسير السلوكيات الاجتماعية البشرية المعقدة مثل ايثار الغير. كما أثبتت دراسة حديثة أن المحفزات المالية تنشط عمل مركز المكافآت في أدمغة الرجال وتبث فيهم روح التنافس من أجل الحصول علي مكاسب أو أجور عالية. وبحسب الدراسة -التي نشرتها مجلة ساينس- طلب العلماء من 38 زوجاً من الذكور عدّ نقاط ظهرت علي شاشة أمامهم، مشيرة إلي أن الذين كانت أجوبتهم صحيحة حصلوا علي جوائز مالية تتراوح ما بين 30 و 120 يورو. وتبين من المسح المغناطيسي أن الجزء الموجود في الدماغ أو مركز المكافآت كان نشطاً بمقدار ما كانت الأجوبة صحيحة أو خاطئة حيث كانت كمية الدماء تتدفق أو تخف إليه تبعاً لذلك. وأوضح العلماء أنه عند النجاح في إعطاء الجواب الصحيح كانت تتدفق كمية كبيرة من الدم في هذا الجزء من الدماغ، مما يعني أن الخلايا العصبية كانت تعمل فيه بنشاط كبير. وقال الاخصائي في علم الاعصاب الدكتور بيرند ويبر لهيئة الإذاعة البريطانية، هناك منطقة معينة، توجد فيها ما نسميه بمركز المكافآت ، ولاحظنا أن هذه المنطقة تنشط عندما ينهي اللاعب المهمة بنجاح، وتبين لنا أنه عندما كانت الاجوبة خاطئة تراجع تدفق الدم في هذا الجزء من الدماغ ولكنه أضاء مجدداً عند ربح المشاركين للمال. اتخذ أهل العلم من الكرم نقطة بداية لأبحاث طويلة تكشف الكثير والكثير عن الكرم وأهله، فقد أكدت نتائج دراسة علمية حديثة أن هناك صلة وثيقة بين صفة الكرم وجينات الإنسان الوراثية. وقد أجريت الدراسة على 203 شخص من الجنسين، منح كل واحد منهم 12 دولارا، حيث تبين أن 60 بالمائة ممن أعربوا عن استعدادهم للتنازل عن هذا المبلغ أو جزء منه لأشخاص بحاجة إليه هم أشخاص يحملون جين "إيه في بي آر 1" أو أحد مكونات هذا الجين. وقال اريل كنافو رئيس فريق الباحثين البروفيسور: ان هذه الدراسة تثبت للمرة الأولى وجود صلة مباشرة بين الكرم الإنساني وتكوين حامضه النووي. وأوضح أن جين "إيه في بي آر 1" ينشط في تكوين هرمون يسمى علميا "ارجينين فاسوبريسين"، ويؤثر على خلايا المخ، ما يدفع الإنسان إلى الكرم والسخاء والعطف على الآخرين. وأضاف الدكتور كنافو أن الجينات التي تحمل الصفات الوراثية وصفات سلوكية مثل نكرات ألذات والتعاضد الاجتماعي هو أمر يمكن قبوله من وجهة النظر التطورية، كما أن استراتيجية نكرات ألذات كانت ناجحة بسبب اعتمادها على فكرة أن العمل الحسن سيكافأ صاحبه. لكن احتمالية حدوث السلوك المرتبط بنكران ألذات بين الغرباء كانت أقل من احتمالية حدوث هذا السلوك بين الأشخاص الذين يعرفون بعضهم، لذا فإن تأثير التعاضد الاجتماعي وإقامة صداقات جديدة مهم من أجل حدوث هذا السلوك. وقال فيلدمان إنه ربما أصبح من المهم أن يكون المرء أكثر نكرانا للذات واستعدادا للتعاون من أسلافه بعد أن أصبح المجتمع معقدا للغاية وبصورة متزايدة. كما توصل باحثون في معهد كاليفورنيا لابحاث التكنولوجيا في أمريكا إلى أن مفهوم العدالة أو الانصاف عند الناس يمكن أن يكون مرتبطاً بشكل قوي بالعاطفة، نظراً لارتباط ذلك بالجزء العاطفي من الدماغ. وقال ستفين كوارتز البروفيسور المساعد في علم النفس في المعهد: "إن ردة فعل الدماغ تكون قوية جداً ضد الظلم". وشملت الدراسة 26 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 28 و 55 سنة واجهوا مشكلة أخلاقية تتعلق بقرار يتخذونه إما بدفع مبلغ من المال الي ايتام أو حرمانهم منه، وفي النهاية قرر هؤلاء دفع حوالي 2279 دولاراً أمريكياً لهم. وتبين من فحص الرنين المغناطيسي لأدمغة هؤلاء أنه عندما خصص لكل واحد من هؤلاء 8 ثوان من أجل توزيع الطعام علي الأطفال فإن القشرة الخارجية من الدماغ، أو المنطقة المسئولة عن أعمال الخير في الدماغ أضاءت. وظهر أيضاً أنه عندما أخذت الاطعمة من أمام الأطفال الأيتام زاد النشاط في منطقة "Ansula" المسؤولة عن ردات الفعل العاطفية التي تحفزت عندما كان هناك شعور بالظلم .