تأجل الحسم فزادت الإثارة وأصبحنا بين الاتحاد والهلال نترقب النهاية والسؤال على كل لسان: هل سيكرر الزعيم سطوته ويحافظ على اللقب أم أن الخيارات المتاحة سيتجاوزها العميد هذه المرة بفوز وبطولة لم يسبق أن حملها منذ أن تأسس؟ السؤال كبير والإجابة مؤجلة والهلال الذي لقن الاتفاق درساً مهماً في فنون كرة القدم عليه أن يفكر فقط في المكسب، ما عدا المكسب فالخيارات مهما تعددت وتكاثرت هي بالنسبة لحساباته مع الدوري ستصبح على الهامش. أول البارحة أعجبني الهلال بحماسه.. بروحه، بل إن الإعجاب زادت درجاته نسبياً عندما رأيت اللاعبين بهمة رجل واحد.. يدافعون بضراوة ويهاجمون بشراسة إلى أن ألغوا عثرة الهزيمة بانتصار في ثناياه باتت مدرجات درة الملاعب تنتظر أكثر من ثمانين ألف مشجع يهتفون للروعة ويصفون للإبداع، والروعة والإبداع مع الفن الأنيق في كرة القدم هي صفات اقترنت بهذا الزعيم الذي امتهن طريق القمة وتمسك بها إلى أن أصبح الرقم الذي يصعب على المنافسين تجاوزه. في الفهم الصحيح السائد من يريد البطولات يقدم مهرها، والهلال قدم أكثر من مهر، ومن يقدم أكثر من مهر من البديهي أن يطول مبتغاه ويظفر بغايته ويضيف لخزائنه المزيد من البطولات. أعرف أن الخصم القادم للهلال (شرس).. قوي.. ومكتمل. وأعي أن الأرض والجمهور في حسابات الفرق الكبيرة لامكان لها، لكن المعرفة والوعي بما هو أصدق من هذا وذاك أن الكاسر والقناص مع البرنس الليبي وويلهامسون والأسطورة محمد الدعيع هم (مجموعة) قادرة على أن تحول اتجاهات الفرح إلى حيث يسكن (الهلال). فنياً لم يقنعني الاتحاد أمام الوحدة إلا بأهدافه، وفنياً كذلك لم يقنعني الهلال أمام الاتفاق إلا (بعودة ياسر).. النجم الذي رد على كل المشككين بهدف له من المعاني ما جعل أصوات الناعقين في بعض المنتديات تمارس الصمت وتكتفي للفرجة. مساء الأحد، أي بعد أسبوع اللقاء خاص جداً والمهمة استثنائية جداً جداً والدوري الذي يمثل كل شيء لن أتمناه لطرف لكنني أتوقعه مثلما سبق أن توقعته منذ بداية الموسم (هلالياً) مع احترام مفعم بالحب للاتحاد. فاز الأهلي على الرائد وتمسك بالمركز الثالث، ورغم هذا الفوز الذي أحرق أعصاب جماهيره بودي أسأل: ماذا يفعل مالدينوف، وأين دور العنقري، وما هي مهمة عبيد ملحان وفريقه المساند؟ الأهلي بلا روح ودون حماس وهنا المشكلة. ختاماً النصر خسر من الحزم وتعادل مع أبها وخرج في الثالثة مهزوماً من الشباب، وأن تخسر ثماني نقاط في غضون أسبوعين هي كارثة. النصر يملك مدرباً نعم، لكنه بعد باوزا يملك المقلب في حسام غالي.. وسلامتكم.