تحل ذكرى اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة غدا الجمعة الأول من شهر محرم 1431ه الموافق للثامن عشر من ديسمبر 2009م فى ظل تحقيق دولة قطر العديد من الإنجازات في مختلف المجالات على الصعيدين الداخلي والخارجي0 فدولة قطر تضطلع بدور بارز ضمن عضويتها فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية ومنظمة الأممالمتحدة 0 وعلى الصعيد الداخلي اختطت قطر لمسيرة إنجازات سياسة واعية اعتمدت على الخطط الطموحة المرتكزة على تنمية الإمكانيات الصناعية وبناء الإنسان القطرى 0 ففي المجال الاقتصادي تتمثل أهم الأهداف الاستراتيجية الصناعية لدولة قطر في استغلال الثروات والموارد الطبيعية إلى أقصى درجة ممكنة إلى جانب تنويع مصادر الدخل ولاسيما التنمية الصناعية بوصفها الشريان الثاني للاقتصاد القطري فضلا عن زيادة نسبة إسهام قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي ونشر وعي صناعي وتسريع القوة الدافعة للتنمية المستمرة والاعتماد على الذات واستيعاب التطور العلمي والتقني لزيادة القدرة على المنافسة والتكيف مع متطلبات أسواق التصدير . وتشجع الدولة استغلال المدخرات والفوائض المالية للقطاع الخاص للاستثمار في التنمية الصناعية عن طريق الاكتتاب في المشاريع الصناعية الجديدة وخصخصة جزء من الصناعات الوطنية الأساسية القائمة. وتسعى دولة قطر إلى تطوير الإنتاج في الصناعات الاستخراجية ليصل إنتاج النفط إلى حوالي مليون برميل يوميا وإنتاج الغاز الطبيعي الخام إلى أكثر من 12 مليار قدم مكعب يوميا بالإضافة إلى حوالي نصف مليون برميل يوميا من المكثفات المصاحبة لإنتاج الغاز. كما تخطط دولة قطر لرفع الطاقة الإنتاجية للغاز المسال من13 مليون طن سنويا في الوقت الحاضر إلى حوالي 30 مليون سنويا مع نهاية عام 2010. ومن المقرر كذلك رفع إنتاج مجمع مصانع سوائل الغاز الطبيعي الثلاثة عن طريق إضافة المصنع الرابع والمصنع الخامس حتى نهاية عام 2010. وبلغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية حسب النشاط الاقتصادي لدولة قطر لعام 2008م 4ر372 مليار ريال قطري مقابل 6ر258 مليار ريال لعام 2007م بمعدل نمو 44% . ويأتي الجزء الأكبرمن الناتج الوطني لدولة قطر الشقيقة من الغاز والبترول . بالإضافة إلى ذلك فإن الصناعات البتروكيماوية التي تعتمد على الغاز كلقيم تشهد هي بدورها تطورات وتوسعات مهمة، إذ يبلغ عدد المشاريع القائمة وتلك التي تحت التنفيذ من هذه الصناعات 12 مشروعا بجانب مشاريع مستقبلية لا تزال تحت الدراسة والتخطيط ، فى حين يزيد إجمالي تكاليف المشاريع البتروكيماوية والمصافي والصناعات المعدنية القائمة التي يجري تنفيذها والمخطط لها فى المستقبل القريب عن 20 مليار دولار أمريكي صرف منها حوالي 7.04 مليارات دولار للمشاريع القائمة والتي يتم تنفيذها فيما يتوقع صرف 13 مليار دولار للمشاريع المستقبلية والمخطط إنجازها وبدء الإنتاج فيها مع نهاية عام 2010 وزادت معدلات النمو لنشاط المناجم والمحاجر (الذي يشمل استخراج النفط والغاز الطبيعي ) بمعدل نمو 56.8% مقارنة بنتائج عام 2007 , وأقامت دولة قطر عددا من المدن الصناعية ومنها مدينة رأس لفان الصناعية و هي أحدث المدن الصناعية في قطر ، وتقع هذه المدينة على بعد 80 كلم شمال شرق العاصمة الدوحة وتبلغ مساحتها 106 كيلو مترات مربعة ويعمل فيها حوالي 6500 موظف وعامل. وتضم المدينة مصانع إنتاج الغاز الطبيعي المسال , كما تضم مرفأ صناعيا وتجاريا، ومنشآت صناعية متعددة، وتقدم مجموعة متكاملة من الخدمات للشركات الصناعية والتجارية إضافة إلى إعداد البنية التحتية . ويدير هذه المدينة بنجاح فريق عمل من قطر للبترول. ويعد الميناء أكبر مرفأ لتصدير الغاز الطبيعي في العالم وتبلغ مساحته الإجمالية 5.8 كيلومترات مربعة ، ويضم قسما للتوكيلات الملاحية ، وبرجا للمراقبة، كما يضم الميناء مراسي واسعة تستوعب مختلف السفن والناقلات بمختلف الأحجام وبالتقنيات الدولية المعروفة. وتتوافر في المدينة مختلف الخدمات السكنية ومرافق ترفيهية واجتماعية . وتبلغ مساحتها 230 ألف متر مربع وتضم مباني للورش الصناعية ومستودعات للبضائع الجافة. أما مشروع إنشاء محطة تحلية المياه ، فقد بلغت تكلفة هذه المحطة حوالي بليون دولار أميركي، لانتاج مليون متر مكعب من المياه لاستخدامها في التبريد بمصانع إنتاج الغاز كما أنشئت محطة توليد كهرباء بدأت عملها في النصف الثاني من عام 2004 . أما مدينة مسيعيد الصناعية فتبعد نحو 40 كيلو مترا إلى الجنوب من الدوحة. وقد تم إنشاء إدارة مدينة مسيعيد الصناعية في عام 1996 لتصبح الجهة الوحيدة المعنية مباشرة بتوفير جميع الخدمات والتسهيلات للصناعات القائمة والمستقبلية وتضطلع الإدارة بمسؤولية تطوير الصناعات الخفيفة والمتوسطة والمساندة لخدمة احتياجات الصناعات الضخمة . وتضم المدينة قاعدة متنوعة من الصناعات تشمل النفط الخام والمنتجات الهيدروكربونية والبتروكيماويات والحديد والصلب والصناعات الخفيفة والمساندة. وتضم المدينة ميناء مسيعيد المزود بتجهيزات حديثة ويعمل على مدار الساعة لخدمة احتياجات تصدير واستيراد العديد من المنتجات. ويوجد في مسيعيد مجمع قطر للبترول للغاز , ومصفاة قطر للبترول و يبلغ معدل الانتاج اليومي للمصفاة 731 ألف برميل يوميا وتغطي هذه القدرة الإنتاجية احتياجات الاستهلاك المحلي حتى عام 2020. ويضاف إلى مدينة مسيعيد مدينة دخان النفطية وهي من أولى المواقع التي بدأت فيها دولة قطر استكشاف النفط وإنتاجه . ويجري حاليا تطبيق خطة استراتيجية عمرانية لتطوير منطقة امتياز قطر للبترول بدأت هذه الخطة خلال العام 2003 وسوف تستمر بإذن الله حتى عام 2022 . واولت قطر اهتماما كبيرا للقطاع الزراعي بوصفه أحد القطاعات الحيوية في تحقيق النمو الاقتصادي وذلك بالعمل على تجاوز المعوقات الطبيعية التي تحول دون التوسع الأفقي في الزراعة بدعم المزارعين وتشجيع رؤوس الأموال الوطنية على الاستثمار في القطاع الزراعي . ويركز القطاع الزراعي في قطر على تطوير أنظمة الري الحديثة وتصنيف المزارع وتحسين جودة ونوعية الإنتاج بالإضافة إلى إدخال التقنيات العلمية والتقنية في أساليب الإنتاج مثل الزراعة المحمية المكثفة وتنويع النمط الزراعي وتقوية الأجهزة الإرشادية والتنظيمية والرقابية . وتقوم إدارة الثروة السمكية بحماية الثروات المائية الحية وتنميتها وتصنيعها وحسن استغلالها والإشراف على تنفيذها وتنظيم شئون الصيد وتحديث وسائل وطرق الصيد وتوفير ما يلزم للصيادين والحرفيين والمشتغلين بمهنة الصيد ومنح التراخيص اللازمة لسفن الصيد والصيادين المحترفين وفقاً لأحكام القانون . وحقق القطاع الصحي خطوات عملاقة سواء من جهة توفير أحدث الأجهزة الطبية والمعدات أومن جهة استقطاب أفضل الكوادر الطبية والفنية وتوسيع رقعة الخدمات الصحية من خلال افتتاح عدة مراكز ومستشفيات في أنحاء متفرقة من البلاد . وتتألف الخدمات الصحية من سلسلة مترابطة الحلقات تبدأ من الرعاية الصحية الأولية وصولا إلى الخدمات التي تقدمها المستشفيات الرئيسية. وتتولى الهيئة الوطنية للصحة تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإشراف على خدمات الصحة العامة في الداخل وعلاج المواطنين بالخارج وتنظيم الاتجار وصناعة الأدوية على مستوى يحظى بسمعة دولية وتقدير عالمي وذلك في إطار السياسة العامة للدولة ومن خلال وضع استراتيجية وطنية لتحقيق هذه الأهداف . وفى مجال التربية والتعليم والثقافة تشير الاحصاءات الى أن مجموع الطلاب والطالبات فى مختلف المراحل الدراسية الحكومية فى دولة قطر الشقيقة بلغ عام 2007 2008 نحو 39 ألف طالبا وطالبة . وصلت نسبة القطريين منهم 64% تقريبا. و بلغ عدد المبتعثين إلى الجامعات في الداخل والخارج (829) طالباً وطالبة فيما بلغ عدد الطلاب والطالبات في التعليم الخاص للعام 2007 2008 م 64.5 الف طالب وطالبة. وفي خطوة لتطوير التعليم قامت قطر بتطبيق نظام المدارس المستقلة وهي مدارس ممولة حكوميا تشمل مختلف المراحل التعليمية الابتدائي والإعدادي والثانوي ينشأها المجلس الأعلى للتعليم بإشراف هيئة التعليم وتم تصميم تلك المدارس لتوفر بيئة تعليمية خلاقة تركز على الطالب وتسمح لأولياء الأمور باختيار المدارس التي تتوافق مع احتياجات أبنائهم . وقد بلغ عدد المدارس المستقلة (88) مدرسة بما فيها رياض الأطفال خلال عام 2007 2008 م وتضم 41 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل. وتدعم وزارة التربية والتعليم المدارس الأهلية (الخاصة) بتقديم التوجيه التربوي لها وتوفير الرعاية الصحية والإعفاء من رسوم الماء والكهرباء. وبدأ التعليم الجامعي في قطر عام 1973 مع تأسيس كليتين للتربية في جامعة قطر. أما اليوم فتضم جامعة قطر سبع كليات هي التربية،والعلوم الإنسانية و الاجتماعية، والعلوم، والشريعة والدراسات الإسلامية،والهندسة،والإدارة والاقتصاد،وكلية التكنولوجيا. أما ما يتعلق بالاتصالات والنقل فتتصل دولة قطر بالعالم الخارجي من خلال محطتين أرضيتين للاتصالات الفضائية هما الدوحة 1 والدوحة 2 حيث تقدمان خدمات البرامج التلفزيونية والمعلومات ، وهناك أيضا محطة اتصالات بحرية (من البحر إلى الشاطئ) حيث توفر خدمة الاتصالات تبادل الهاتفية والسلكية بين جميع أنواع السفن المبحرة من وإلى أعالي البحار. و تتميز الموانئ البحرية بقطر بالتطور والحداثة حيث تحتوي على كافة المستلزمات والخدمات والمعدات المطلوبة والضرورية للقيام بمهامها على أفضل وجه. ومن أهم الموانئ البحرية بدولة قطر ميناء الدوحة التجاري وميناء مسيعيد التجاري والصناعي وميناء رأس لفان الصناعي وكلها مهيأة لاستقبال السفن العملاقة وكافة أنواع البضائع والحمولات. وحققت دولة قطر فى مسيرة الانجازات المتتابعة تطورات هائلة فى جميع المجالات الإعلامية والكهرباء والماء و الشباب والرياضة لتشكل قفزة حضارية فى حياة الشعب القطرى الشقيق 0 وتربط المملكة العربية السعودية ودولة قطر علاقات أخوية متميزة في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر. وشكل انعقاد الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي السعودي القطري المشترك في الرياض يوم السادس عشر من شهر ديسمبر 2008 نقلة نوعية على صعيد تعزيز العلاقات الحميمة بين البلدين والتي تزداد قوة ومتانة انطلاقا من التوجيهات السامية لقيادتي البلدين بحكم وشائج الإخوة والجيرة والمصير والرؤية المشتركة تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية في إطار حرصهما الدائم على كل ما من شأنه تحقيق المصالح المشتركة لبلديهما وشعبيهما الشقيقين. كما وقعت المملكة العربية السعودية ودولة قطر في 20 مارس 2009م اتفاقية لترسيم الحدود في مقر الأممالمتحدة في نيويورك لوضع خاتم الموافقة الدولية على اتفاقية عقدت عام 1965م بين جيران شبه الجزيرة العربية.