أعده عيباً لا خلاف عليه، من النادر أن تناولت معاناة فئة ما، أو حاولت تسويقها للرأي العام، قد يكون سبب ذلك الإيمان الكامل أن لكل ملف، أو لكل قضية، وكل تخصص مؤسسة ترعاها، والمؤسسات الحكومية في هذه البلاد تقوم بأدوار تكاملية، يشوبها أحيانا بعض القصور، وهذا شيء طبيعي أمام تداخل الأدوار، والبحث عن الجودة في كل شأن. * في العنوان، وأمام معاناة (خريجات الكليات المتوسطة) أعرضت عن (وزارة التربية والتعليم)، وهي الأم الحنون، والحاضن الأكبر، اعتقاداً مني أنها حمّلت، أو تحملت ما لا تطيق، ولا تزال فاتحة أبوابها، متسعة صدور مسئوليها بشكل ملموس، مستوعبة الكثير من الهموم والأفكار والآراء، وهكذا يجب أن تكون. * من غير تخطيط، أو تنبؤ بالمشكلة هناك معاهد معلمات، وكليات متوسطة ضخت في سنوات محدودة أعدادا هائلة من الخريجين والخريجات من غير دراسة سابرة لسوق العمل من الجهات المختصة، أو طرح رؤية مستقبلية للمتطلبات المهنية من راغبي العمل، مع ذلك حلّ جزء من إشكالية هذه الفئات، وبقي آخر معلقا، حلّت مشكلة (الرجال) منهم منذ فترة، ومن طال عليه المد، ولم تُحل قضيته حمل نفسه على قول القائل: سافر تجد عوضا عمن تفارقهُ وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ *بقيت أخوات كريمات تقطعت بهن السبل على تشعبها، والأرض على رحابتها، فقدن المعين لهن من غير قلة في الرجال، بالفعل أشاطرهن الهمّ، ولا أدري ما الحل لهنّ، وما الذي أمامهن؟ وأنا أكتب هذه السطور، لا أدري أين تذهب تلك الحصينات الرزينات اللاتي أبت كرامتهن وعفتهن أن يسلكن سلوكاً غير حضاري، وهنّ يطرحن المعاناة على استحياء، وبمغافلة من عين الرقيب، يلجأن أحيانا إلى الوسائط الإلكترونية لبعض الكتاب، وقد يضع البعض منهن وسائل اتصال للمزيد من المفاهمة، وشرح المعاناة، أو طرفا من المأساة، ولسان الحال: ولابدّ من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك، أو يسليك، أو يتوجّعُ * قدرهنّ، إن سافرن - بدون محرم - عورة، وإن قرن في بيوتهن، وكابدن الفراغ مصيبة. إن خرجن للأسواق كبائعات فهي فضيحة، على رأي بعض أصحاب الفضيلة. * أشك أن برنامج (جدارة) قد طرح تخصصاتهن للتوظيف، ولا أظن أن برنامج (حافز) للباحثين والباحثات عن العمل، والذي توارى ذكره خلف برنامج (نطاقات) سيجد لهن مخرجا مناسبا، أو مرضيا لظروف المرأة في بلادنا. * وزير العمل: أعانك الله على حمل هذا الملف (اليتيم)، طرق أبوابا كثيرة، ولم يؤذن له، ولم يجد من يصغي إليه خلاف غيره، سئمت منه المنتديات والساحات سأم تلك الكريمات من تلك الحياة المضنية اللاتي لم يتوقعن يوما من الأيام أنهن سيقعن في هذا الشَرك. أثقل ما سمعناه من بعضهن من خلال الرسائل سأم أسرهن من الحالة اللاتي هنّ عليها، وتذمرهم من واقع ليس لهن ذنب فيه. *ياالله، ياالله، من لنا بعد الله. رسائل من هذا القبيل مؤثرة، قاسية، يا وزير العمل. بجهودكم، وإخلاصكم، ووطنيتكم الملموسة، وسيركم على خطى الوزير الشجاع الراحل (غازي القصيبي)، بكل هذه السمات حلّت مشاكل كثيرة، وفتحت منافذ عديدة أمام أبناء هذا الوطن، كنا نعتقد أنها موصدة. * معالي الوزير: اقترح ماشئت من حلول، لكن رجاءهن ورجائي بحمل الملف في حقيبتك الخاصة، وأملي من كل كاتب قدير طرح ما يراه من حلول. (نوافذ) * من شوارد التراث: والله ما يذبحك يا كود حاجه لا صار في وجهك حيا وانت محتاج بالعسر يسر وللهموم انفراجه يجيلها من والي العرش مخراج ارفع يديك للسما ثم ناجه يظهرك لو دونك شرابيك واسياج