على هامش المعرض والمؤتمر الدولي الثالث للتعليم العالي قامت الملحقية الثقافية السعودية في اليابان بالتنسيق لمحاضرات علمية وأكاديمية قدّمها أساتذة وخبراءٌ من جامعات اليابان في رحاب جامعات سعودية. وشملت المحاضرات مجالات هندسة السيارات ومعالجة المعلومات، إضافة إلى علوم البيئة؛ بهدف تسليط الضوء على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية القائمة في معامل الجامعات اليابانية، وبحث سبل التعاون المستقبلي المشترك مع الجامعات السعودية مستقبلاً. واستضاف كلٌّ من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة سلمان بن عبد العزيز، على مستوى الكليات والأقسام العلمية، الأساتذة اليابانيين لتقديم هذه المحاضرات. وتحدث الدكتور إيشيدا يوكيؤو عن البرامج البحثية التي تقيمها جامعة ناجويا في مجال هندسة وتطوير السيارات بالتعاون مع شركات تويوتا ونيسان وهوندا وغيرها من الشركات المختصة بالقطع الصناعية والمواد في اليابان، إضافة إلى البرامج الأكاديمية المقدمة لطلاب الدراسات العليا في هذا المجال والفرص المتاحة للمعيدين والمحاضرين من الجامعات السعودية للدراسة فيها. من جهته، قدّم كلٌّ من الدكتور أبي ماسانوبو والدكتور يوشيكاوا كونيؤو محاضرات عن مشاريع البحث والتطوير في مجال معالجة المعلومات ومجال البيئة وزراعة الأراضي القاحلة في معامل جامعة أوكاياما. من ناحية أخرى استضافت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالتنسيق مع الملحقية الثقافية السعودية في اليابان ورشة عمل (الجامعات السعودية واليابانية: الواقع وآفاق التعاون المستقبلي) التي عُقدت بمشاركة 25 جامعة من البلدين. ونُوقش فيها واقع الجامعات في السعودية واليابان، وعرض لتجارب المشاريع البحثية والعلمية بين الجامعات في البلدين. كما تم تبادل الآراء حول أهم التحديات التي تواجه برامج التعاون، وآلية تفعيل وتعزيز التعاون والمشاريع المشتركة.
وافتُتحت الندوة بكلمة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د سليمان أبا الخيل، أكّد فيها أهمية هذه الورشة، وأن التعاون والتفاعل الجاد من الجامعات اليابانية يدفعان الجامعات السعودية إلى مزيدٍ من الشراكات معها. وشدّد على حرص الجامعة على تعزيز العلاقات مع الجامعات العريقة في اليابان وتحقيق ما توصل إليه في الورشة.
وقدّم مديرو ووكلاء جامعات طوكيو للتكنولوجيا وكيوتو وأوساكا وأوكاياما من الجانب الياباني عرضاً لواقع التحديات التي تعيشها برامج التعاون بين الجامعات في البلدين. وناقش وكلاء جامعات: أم القرى، سلمان بن عبد العزيز، حائل والمجمعة، تجارب جامعاتهم في التعاون مع الجامعات العالمية وسبل تفعيل التعاون مع الجامعات السعودية. وأوضح الملحق الثقافي السعودي في اليابان د.م. عصام أمان الله بخاري، أن المشاركين في الورشة من جامعات البلدين خلصوا إلى مجموعة من المقترحات اشتملت على الترحيب بمبادرة الجامعات اليابانية لإقامة ورش عمل تخصّصية في المجالات البحثية التي تهم الطرفين والعمل على تشجيع إرسال المعيدين والمحاضرين من الجامعات السعودية للدراسات العليا في اليابان. وأضاف أنه في المقابل يتم تشجيع الطلبة اليابانيين على الالتحاق ببرامج المنح الدراسية المقدمة مع الجامعات السعودية للدراسات العليا وتكثيف برامج الزيارات المتبادلة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب من الجانبين وتعزيز تبادل الإصدارات العلمية والمعلومات بشأن المشاريع البحثية القائمة والندوات العلمية المقامة في جامعات البلدين والتأكيد على أهمية تواصل اللقاءات بين إدارات وقيادات الجامعات في البلدين الصديقين استكمالاً لما تم في ملتقى مديري الجامعات السعودية اليابانية الأول في طوكيو عام 2010م والملتقى الثاني في الرياض عام 2011م. واقترح الجانب السعودي عقد ورشة عمل في اليابان تُعنى ببحث مجالات التعاون البحثي والأكاديمي المشترك بين الجامعات السعودية واليابانية. وقدّم الحضور شكرهم لوزير التعليم العالي في المملكة د. خالد العنقري، ونائبه د. أحمد السيف، ووزير التعليم والعلوم الياباني أ. هيرانو فوميؤو، على دعمهم المتواصل للتعاون والتبادل المعرفي بين جامعات البلدين. كما عبّر الحضور عن شكرهم لمدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. سليمان أبا الخيل، على استضافة الورشة وما لقيه الحضور من حفاوةٍ وترحيب. وبيّن الملحق الثقافي د. عصام بخاري، أن المعرض شهد توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة كيوتو وجامعة سلمان بن عبد العزيز للتعاون في مجال استزراع النباتات الطبية والعطرية غير التقليدية لإكثار نبات الزعفران عن طريق تقنية زراعة الأنسجة، إضافة إلى استفادة الجامعات اليابانية الأخرى من المعرض لتفعيل برامجها البحثية القائمة مع الجامعات السعودية أو مناقشة سبل التعاون الجديدة كمشروع الطائرة الشمسية بين جامعة توكاي وجامعة الملك عبد العزيز والتعاون في مجال الهندسة بين الجامعة نفسها وجامعتي الإمام وعفت ناهيك عن التعاون بين جامعة طوكيو للتكنولوجيا مع جامعتَيْ الملك فيصل والإمام في مجالات التقنيات الإعلامية والحاسب والتقنية الطبية والتعاون بين جامعتَيْ كيوتو وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة أرامكو في عددٍ من المجالات البحثية وغيرها. وشاركت 23 جامعة ومؤسسة تعليمية يابانية في معرض التعليم العالي الثالث، مقارنة ب 11 جامعة في الدورة الأولى حيث فاقت المشاركة اليابانية خلال عامين الضعف، الأمر الذي يدلل على الأهمية التي توليها الجامعات اليابانية لبناء علاقات التعاون العلمي والبحثي مع نظيراتها السعودية.