بعد ساعات على تأكيد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، "صلابة" الموقف الروسي ضد أي تدخل خارجي في الأزمة، التي تشهدها سوريا منذ ما يقرب من 10 أشهر، وجّهت موسكو إنذاراً "شديد اللهجة" إلى نظام الرئيس بشار الأسد، بقولها إنها لم يعد لديها ما تقدمه إلى دمشق. وعقب لقائه نظيره التركي، أحمد داود أوغلو، في موسكو الأربعاء، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا وتركيا تعارضان التدخل العسكري الخارجي، وتدعوان إلى تسوية الموقف في سوريا بالطرق السلمية، وقال: "لا نرى حلولاً سهلة، لكننا سنواصل الحوار والعمل مع الأطراف السورية كافة". ونقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء أن لافروف أكد استعداد بلاده لمناقشة "اقتراحات بنَّاءة" حول مشروع قرار دولي بشأن سوريا، وقال إن "أي قرار دولي يجب أن ينص على عدم جواز تفسيره على نحو يبرر تدخل أي كان في الأزمة السورية"، كما أكد استعداد روسيا لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وقبل قليل من الاجتماع، الذي جمع بين لافروف وأوغلو، وجّه ميخائيل مارغيلوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، تحذيراً شديد اللهجة إلى الحكومة السورية، قائلاً إن موسكو "لم يعد لديها ما تقدمه لدمشق على الصعيد الدبلوماسي". وذكر المبعوث الروسي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية: "استخدامنا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن كان آخر وسيلة لتمكين الرئيس بشار الأسد من الحفاظ على الوضع القائم". وأضاف بأن الفيتو "كان إشارة جادة للأسد من جانب موسكو.. ولم يعد لدينا ما نقدمه". وشدد مارغيلوف، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) للبرلمان الروسي، على ضرورة أن "يقرأ الأسد هذا الموقف بوضوح.. والإصلاحات وإنهاء العنف والانتخابات الحرة هي الأمور التي ينبغي أن تقوم بها القيادة السورية فوراً". وعلى الصعيد الدولي، تتواصل المشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد بشأن سوريا، فيما لا تزال الخلافات قائمة بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول مشروع القرار، خاصةً في أعقاب إعلان موسكو "صفقة" أسلحة جديدة إلى سوريا. ودعت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار قوي بشأن سوريا، متهمة النظام السوري بتجاهل التزاماته تجاه خطة الجامعة العربية الرامية لحماية المدنيين وإنهاء العنف وحقن الدماء، بحملة قمع دموية أطلقها نظام الرئيس بشار الأسد ضد احتجاجات مناوئة له.