دخل أعضاء مجلس الأمن الدولي على مستوى السفراء البارحة، في نقاشات صعبة ومستفيضة حول مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا. وأعرب عدد من الدبلوماسيين عن تشاؤمهم إزاء فرص إقناع روسيا والصين بالموافقة على مشروع قرار توافقي قبل نهاية الأسبوع الحالي. وكان السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين حذر أمس، من أن موسكو ستستخدم حقها في النقض في مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار حول دمشق تعتبره «غير مقبول». بدوره، قال مبعوث روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أمس إنه لا يعتقد أن مسودة قرار غربي عربي بشأن سوريا يمكن أن تمرر في الأممالمتحدة دون أن تستبعد صراحة إمكانية التدخل العسكري في سوريا. وكانت تصريحات تشيجوف مؤشرا على أن روسيا يمكن أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرار الذي يؤيد خطة لجامعة الدول العربية تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى نقل سلطاته إلى نائبه إذا لم تعدل صياغة القرار لتضع المخاوف الروسية في الاعتبار. في حين، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إن الموقف الروسي من الموضوع السوري إيجابي ويطالب بوقف العنف. واعتبر العربي، في تصريح صحافي أمس، أن الموقف الروسي إيجابي، وأن أهم أمر في هذا الموقف هو مشروع القرار الذي يطالب بوقف العنف فورا، قائلا «إنه أساس لكل شيء». وأشار العربي إلى وجود ناحية إيجابية في الموقف الروسي تتمثل في دعوة موسكو إلى إجراء اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة، موضحا أن هذا الأمر بحثه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ بضعة أيام، مؤكدا أن الهدف هو حل سياسي للأزمة في سوريا. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس، أن خيار باريس هو دعم المعارضة السورية والعمل مع جامعة الدول العربية بغية إيجاد مخرج للأزمة في سوريا. وقال جوبيه في خطاب ألقاه في معهد الدراسات السياسية في باريس إن مجلس الأمن الدولي قد يصوت الأسبوع المقبل على قرار لإنهاء سفك الدماء في سوريا. ميدانيا، كثفت السلطات السورية حملاتها العسكرية للحد من الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام، ما أسفر عن مقتل 65 على الأقل بينهم طفلة وسيدة غالبيتهم في ريف دمشق.