لقي مسؤول في الهلال الأحمر ورجل دين مسيحي مصرعهما إلى جانب 22 شخصا في سوريا يوم الأربعاء، بعدما صعدت قوات الأمن السورية والمليشيات الموالية لها من حملتها ضد نشطاء المعارضة. ودعت اللجنة الدولية للهلال والصليب الأحمر سوريا للتحقيق في مقتل عبد الرزاق جابيرو هشام، رئيس عمليات الهلال الأحمر السوري في محافظة إدلب، مشيرة إلى أن هشام كان يقود سيارة تحمل شعار المنظمة بشكل واضح عندما قتل. وزعمت الوكالة العربية السورية للأنباء التي تديرها الدولة أن "مجموعة إرهابية" أطلقت النار على هشام وأصابته رصاصة في الرأس. وفي مدينة حماة، شنت قوات الأمن والميليشيات الموالية للحكومة عدة هجمات على الأحياء، وفقا للجان التنسيق المحلية، التي أشارت إلى أن من بين القتلى رجل دين مسيحي يدعى باسيليوس نصار، قتل بينما كان يحاول تقديم الإسعافات الأولية لرجل مجروح. يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه الأنباء بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على عمل المراسلين الأجانب على أراضيها. وتأتي الحملة هذه غداة موافقة الحكومة السورية على التمديد لبعثة المراقبين التابعة للجماعة العربية لمدة شهر، بينما قررت دول الخليج سحب مراقبيها من البعثة. وعلى الصعيد الدولي، تتواصل المشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد بشأن سوريا، فيما لا تزال الخلافات قائمة بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول مشروع القرار، خاصةً في أعقاب إعلان موسكو عن "صفقة" أسلحة جديدة إلى سوريا. ودعت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار قوي بشأن سوريا، متهمة النظام السوري بتجاهل التزاماته تجاه خطة الجامعة العربية الرامية لحماية المدنيين وإنهاء العنف وحقن الدماء، بحملة قمع دموية أطلقها نظام الرئيس بشار الأسد ضد احتجاجات مناوئة له. وبعد ساعات على تأكيد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على "صلابة" الموقف الروسي ضد أي تدخل خارجي في الأزمة التي تشهدها سوريا، وجهت موسكو إنذاراً "شديد اللهجة" إلى نظام الرئيس بشار الأسد، بقوله إنها لم يعد لديها ما تقدمه إلى دمشق. وعقب لقائه نظيره التركي، أحمد داود أوغلو، في موسكو الأربعاء، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا وتركيا تعارضان التدخل العسكري الخارجي، وتدعوان إلى تسوية الموقف في سوريا بالطرق السلمية، وقال: "لا نرى حلولاً سهلة، ولكننا سنواصل الحوار والعمل مع كافة الأطراف السورية." ونقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء أن لافروف أكد استعداد بلاده لمناقشة "اقتراحات بناءة" حول مشروع قرار دولي بشأن سوريا، وقال إن "أي قرار دولي، يجب أن ينص على عدم جواز تفسيره على نحو يبرر تدخل أي كان في الأزمة السورية"، كما أكد استعداد روسيا لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة.