حظي وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، باستقبال "حار" في دمشق، اليوم الثلاثاء، بعد أيام على إجهاض بلاده، إلى جانب الصين، مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو الرئيس السوري بشار الأسد، إلى التخلي عن السلطة، ويحمل نظام دمشق مسؤولية أعمال العنف التي حصدت ما يزيد على 6 آلاف قتيل، منذ تفجر الاحتجاجات المناوئة للحكومة السورية قبل 10 شهور. وبثت التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لوصول وزير الخارجية الروسي، بينما كان في استقباله عدد كبير من مؤيدي الرئيس الأسد، ووصف الحدث ب "استقبال مليوني" للوزير الروسي، فيما قالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا": إن لافروف وصل إلى دمشق "وسط استقبال شعبي حاشد، تقديراً لمواقف روسيا الداعمة لسوريا وشعبها وبرنامجها الإصلاحي". وتابعت "سانا" أن حشوداً من المواطنين توافدوا، منذ ساعات، على "المتحلق الجنوبي، قرب المخابز الاحتياطية في المزة، لتحية وزير الخارجية الروسي، تقديراً لمواقف بلاده مع سوريا"، وأشارت إلى أن حشوداً أخرى توافدت على ساحة "سعد الله الجابري" في حلب "تقديراً لمواقف روسيا، ورفضاً للتدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية، ودعماً لمكافحة الإرهاب". وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى سوريا، يرافقه مدير الاستخبارات الخارجية، ميخائيل فرادكوف، وسط تزايد الضغط الدولي على نظام الأسد، لوقف حملة القمع التي تشنها القوات الموالية له، منذ تفجر أسوأ احتجاجات تنادي بإسقاطه، منذ تسلمه السلطة خلفاً لوالده قبل 12 عاماً. وذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن لافروف يحمل رسالة من الرئيس ديمتري ميدفيديف، لم يكشف فحواها، بينما قالت الخارجية الروسية، في بيان أوردته الوكالة الرسمية: إنه وفرادكوف سيسعيان ل "حث السلطات السورية على تنفيذ سريع للإصلاحات الديمقراطية". وأحبطت روسيا والصين، السبت الماضي، مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعم دعوة جامعة الدول العربية للرئيس السوري للتنحي، ويدين الحكومة السورية، حيث استخدمت موسكو وبكين حق النقض "الفيتو" ضد القرار المقدم من المغرب، وصوت لصالحه 13 عضواً بالمجلس. وكانت موسكو قد وجهت "إنذاراً شديد اللهجة" إلى نظام الأسد، أواخر يناير الماضي، قائلةً إنها لم يعد لديها ما تقدمه إلى دمشق، بعد ساعات على تأكيد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على "صلابة" الموقف الروسي ضد أي تدخل خارجي في الأزمة التي تشهدها سوريا منذ ما يقرب من 10 شهور.