طالب علماء دين بضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة لمنهج "السلفية"، خصوصا بعد موجة الفهم الخاطئ التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر، إذ شهدت ندوة "السلفية منهج شرعي ومطلب وطني" التي اختتمت أعمالها أمس بالرياض، مفاجأة من علماء روس تتضمن تغيير رؤيتهم لهذا المنهج الذين كانوا يربطونه بالإرهاب والقتل. وحاولت الندوة التي شهدت مشاركة واسعة من علماء دين من مختلف بلدان العالم، الوصول إلى صيغة تصحيحية لمفهوم السلفية، بعد الاتهامات التي طالتها منذ أكثر من عقد من الزمن، والتأكيد على سلامة المنهج السلفي من أية مفاهيم مغلوطة سعى البعض للترويج لها. فيما ذكر مدير جامعة لاهور الإسلامية الدكتور حافظ بن عبدالرحمن المدني"شرف للأمة الإسلامية أن تدعم المملكة المنهج السلفي الصحيح في جميع أنحاء العالم". ودعا أحد المشاركين من دولة روسيا القائمين على الندوة إلى ترجمة كتب منهج السلفية وتوزيعها على الحجاج، قائلاً "إننا في روسيا نظن أن منهج السلفية هو منهج الإرهاب، والكثير منا لا يعرف معنى السلفية الصحيح، وعليه نطالبكم بترجمة كتب السلفية لتغيير الصورة السوداء عن منهجهم". ------------------------------------------------------------------------ شخصت ندوة "السلفية .. منهج شرعي ومطلب وطني" التي اختتمت أعمالها في العاصمة الرياض أمس، واقع النظرة الخاطئة تجاه هذا المنهج، والتي بلغت أوجها في أحداث 11 سبتمبر، فيما حفلت الندوة بمفاجأة عكست تغيير بعض الروسيين لنظرتهم تجاه السلفية بعد أن كانوا يظنونها منهجا يدعو للإرهاب والقتل، في حين شهدت الندوة أخذا وردا بين مشاركين حول الصوفية. وحاولت الندوة التي شهدت مشاركة واسعة من علماء دين من مختلف بلدان العالم، الوصول إلى صيغة تصحيحية لمفهوم السلفية، بعد الاتهامات التي طالتها منذ أكثر من عقد من الزمن، والتأكيد على سلامة المنهج السلفي من أية مفاهيم مغلوطة سعى البعض للترويج لها. الدين الصحيح وذكر مدير جامعة لاهور الإسلامية الدكتور حافظ المدني في ورقة عمل في المؤتمر أن أميركا بعد أحداث 11 من سبتمبر ومن خلال مراكز أبحاث خلصت إلى أن أشد وأخطر المسلمين هم الذين يتبعون المنهج السلفي، وأنه يجب التعاطف مع الصوفية المنحرفة في سبيل إقصاء السلفيين عن المشهد. وأوضح المدني أن السلفية تمثل الدين الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه لا توجد دولة في العالم تطبق المنهج الشرعي في أحكامها مثل المملكة. وأضاف المدني أن المملكة داعمة للمنهج السلفي الصحيح، قائلا "شرف للأمة الإسلامية أن تدعم المملكة المنهج السلفي الصحيح في جميع أنحاء العالم". الترجمة إلى الروسية وطالب أحد الحضور من "روسيا" القائمين على الندوة بترجمة كتب منهج السلفية وتوزيعها على الحجاج، قائلا "إننا في روسيا نظن أن منهج السلفية هو منهج الإرهاب والكثير منا لا يعرف معنى السلفية الصحيح وعليه نطالبكم بترجمة كتب السلفية لتغيير الصورة السوداء عن منهج السلفية"، ليرد عليه مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أبا الخيل "أبشر بالخير إما عن طريق الجامعة أو غيرها"، مطالبا إياه بأن يوصل مفهوم السلفية الصحيح إلى من يعرفهم في روسيا. وقدم رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن حميد، لمحات عن الخطاب الديني في ضوء المنهج السلفي موضحا من خلاله أهمية الخطاب الديني في ضوء المنهج السلفي مستدلا على ذلك من القرآن السنة، ومفهوم الخطاب الديني المعاصر وكيفية التجديد في الخطاب الديني. ثم قدم قاضي قضاة المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور أحمد هليل بحثه عن خصائص المنهج السلفي وصلته بتجديد الخطاب الديني وضح فيه خصائص المنهج السلفي من حيث وضوحه، مشددا على أهمية العمل على تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره وتحذيرهم من البدع والأفكار الدخيلة الباطلة، مؤكدا على أن المنهج السلفي لا ينتمي إلى أي حزب أو منظمة. البعد عن الترويع وتناول بحث الدكتور بدر الحسن القاسمي "المنهج السلفي وصلته بالخطاب الديني المعاصر"، موضحا أن الطريقة الصحيحة لتصحيح المفهوم الخاطئ الذي انتشر حول المعنى الحقيقي للسلفية هو عرضها بشكل صحيح أمام شعوب العالم، مبينا أن المنهج السلفي أبعد ما يكون عن ترويع الناس وانتهاج الفكر التكفيري الذي تبناه بعض من ينسبون ذلك إلى السلفية. واختتمت الدكتورة هداية الشاش الجلسة ببحثها "السلفية مبادؤها وموقفها من تجديد الدين" والذي سلطت من خلاله الضوء على التجديد والسلفية حيث أوضحت بأن السلفية قد قدمت أنموذجا متكاملا لتجديد الدين من حيث تقديمها لعطاءات أسهمت في ابتعاث الدين نقيا في عقيدته، ومستقيما في فقهه، من حيث التزامه بالسنة ورفضه للبدعة موكدة بأن المنهج تحقيق لحديث التجديد الذي ينص على أن المجدد يعيد الدين إلى ما كان عليه في الصدر الأول وينفي عنه ما لحق به من انحراف وزيغ وابتداع. تصحيح المفاهيم ومن جانبه، بين الشيخ فلاح بن حمود الدوسري في بحثه "مفاهيم خاطئة حيال المنهج السلفي" موقف المنهج السلفي الصحيح من الغلو والتطرف موضحا حقيقة المنهج السلفي الذي يدعو إلى الألفة والوسطية واحترام البشر مهما اختلفت معتقداتهم. بينما أكد الدكتور رضا بوشامة في البحث الذي قدمه بعنوان "نقض اتهامات حول الدعوة السلفية" أن الدعوة قد واجهت تيارات مضادة عملت على وصفها بالألقاب خاطئة للانتقاص منها وآخرها وصف المنهج السلفي بالمنهج الإرهابي المتطرف. وقدمت الدكتورة هيا بنت إسماعيل آل الشيخ "موقف المنهج السلفي من الغلو والتطرف" والذي اتخذت فيه التعامل مع غير المسلمين كأنموذج، مؤكدة على أن السلفية هي منهج رباني يدعو إلى الخير والوسطية وهو الجامع لباقي الأديان في القرآن والسنة من خلال تعليماته التي تدعو إلى التآلف والمحبة.