شهد عددٌ من محافظات جنوب مدينة الرياض، ومنها: حوطة بن تميم، الحريق، والأفلاج رياحاً نشطة وباردة محمّلة بالغبار والأتربة منذ الساعة السادسة من صباح اليوم وحتى إعداد هذا التقرير. وتسبّبت الموجة في تدني الرؤية الأفقية إلى مسافاتٍ متفاوتةٍ بين المحافظات، حيث كانت الرؤية معدومة في منطقة "المنسف" الواقعة جنوبي حوطة بني تميم، وواضحة داخل المحافظة، ويمتد الوضوح إلى الحريق، بينما الرؤية في محافظة الأفلاج وصلت إلى أقل من 250 متراً وأعاقت حركة المركبات على الطرق الرئيسة والفرعية بالمحافظات والتي تشهد تمركزاً لبعض فرق المرور وأمن الطرق تحسباً لأي طارئ - لا قدّر الله -. كما أدّت هذه الموجة إلى تعطيل وتأجيل بعض الأعمال، وعزوف الأهالي عن الخروج من منازلهم، بسبب تدني الرؤية التي لم ينجم عنها حتى الآن أي حوادث مرورية – ولله الحمد – في جميع المناطق التي شهدت الموجة. وأهابت وزارة الصحة بجميع المواطنين والمقيمين عدم الخروج والتعرُّض المباشر للأتربة الناتجة من موجة الغبار، خصوصاً المصابين بمرض الربو والحساسية المزمنة، مع ضرورة ارتداء الأقنعة الواقية من الغبار عند الخروج من المنازل. من جهته، قال ل "سبق" الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق، إن الغبار الحاصل الآن طبيعي جداً لدخولنا في موسم الغبار المستورد، وبسبب أن الفترة المعاشة ولمدة تقريباً شهرين من الآن هي مرحلة انتقالية من الشتاء البارد إلى الصيف الحار. وأوضح أن الجزيرة العربية تعد حلبة تصارعاتٍ عالميةٍ للجبهات العالمية وتقع بين الجبهات الشمالية والمنخفضات الجنوبية وتتناطح على أرض الجزيرة، فإذا تغلبت المرتفعات الشمالية يأتينا الغبار من الشمال ويؤثر في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية، وإذا تغلبت المنخفضات الجنوبية فإن الغبار يؤثر في جازان ونجران والمناطق الجنوبية. ونتيجة لهذا التجاذب، فإن الغبار يسيطر على المنظومة المناخية، والغبار خلال الفترة القادمة سيكون زائراً على فتراتٍ متباعدة. وبيّن الزعاق أن الغبار الحاصل حالياً يصل من خارج الجزيرة العربية ونتيجة التغيرات المناخية والسلوك البشري الذي جعل التربة مفككةً، وأي حركةٍ للرياح، ولو كانت خفيفةً، تثير حفيظة الغبار والأتربة ويتخالط على وجه السماء.