بدأت ولايات أمريكية عدة، بإجراء إحصاء للخسائر من جرّاء الإعصار "ساندي" التي ضرب بقوة المنطقة الشمالية الشرقية للولايات المتحدة. وحصد الإعصار قبل أن يتحوّل إلى عاصفة استوائية أرواح 11 شخصاً، مغرقاً شوارع مدينة نيويورك التي انقطعت الكهرباء عن أجزاءٍ واسعة منها. وبحسب البيانات، فقد أسفر الإعصار عن مقتل 11 شخصاً في الولاياتالمتحدة، إلى جانب شخص واحد في كندا، وقد سبق له أن تسبّب في مقتل 67 شخصاً في جزر الكاريبي، بما في ذلك 51 في هايتي. وفقدت مستشفيات في نيويورك الطاقة كلياً، ما جعلها عاجزة عن استقبال المرضى، وشُوهدت قوافل من عربات الإسعاف التي عملت على إجلاء المرضى من مستشفى نيويورك الجامعي نحو مراكز طبية أخرى. وامتد أثر انقطاع التيار الكهربائي ليشمل منازل أكثر من 670 ألف شخص في نيويورك، في حين أعلنت السلطات عن وضع 85 ألف عنصر من الحرس الوطني بحالة تأهب من أجل المساعدة على عمليات الإنقاذ بولايات: ديلاور وماريلاند وماساشوستس ونيويورك وكارولاينا الشمالية ونيوجيرسي وبنسلفانيا وفيرجينيا. واختار الآلاف تمضية ليلتهم في مقار للإيواء أقامها الصليب الأحمر الأمريكي بمناطق عدة، بما في ذلك نيويورك ونيوجيرسي. وكان الإعصار "ساندي" قد اقترب قبل ساعات من الساحل الشرقي للولايات المتحدة حيث استبقته السلطات بإعلان حالة الطوارئ واتخاذ تدابير احترازية وسط مخاوف من دمار واسع ستخلفه العاصفة الاستوائية التي ستؤثر في حياة نحو 60 مليون شخص، وخسائر مبدئية تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار. وقدر "المركز القومي للأعاصير" بأن "ساندي" إعصار من الفئة الأولى وتبلغ سرعته 90 ميلاً في الساعة، وحذّر حاكم ولاية كونتيكيت، دان مالوي، من المخاطر المرتقبة بالقول: "هذا الحدث الأكثر كارثية الذي قد يواجهنا طيلة حياتنا". وبدوره، صرح قائد حرس السواحل الأمريكية، الأدميرال ستفين راتيور: الأمر قد يكون سيئاً أو ربما كارثياً". كما دعا عمدة نيوارك، كوري بوكر، السكان للالتزام باتباع إرشادات السلطات: "مبعث قلقي أن بعض الناس لا يأخذون الأمر بجدية بالغة ولا يتخذون الاحتياطات اللازمة". ويتوقع أن تؤدي الأمطار الغزيرة المرافقة للعاصفة لارتفاع أمواج البحر ب11 قدماً، وقدرت وكالة الأحوال الجوية بأن ارتفاع المد في "بحيرة ميتشيغن" قد يصل إلى ما بين 28 إلى 31 قدماً. وأهابت السلطات بالسكان لإخلاء المناطق الواقعة في مسار الإعصار، واستعدت نيويورك للأسوأ بوقف شبكة المواصلات العامة وإغلاق المدارس وإجلاء ما يقارب من 400 ألف شخص من "مانهاتن" ومناطق أخرى، كما ألغي التداول في بورصة المدينة. يُذكر أن التعاملات في بورصة نيويورك قد تم تعطيلها من قبل مرتين: عام 1985 أثناء الإعصار "غلوريا" وفي 1969 من جرّاء عاصفة ثلجية. كما أخرج الإعصار "ساندي" الانتخابات الرئاسية عن مسارها، فقد عاد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أدراجه إلى واشنطن، الإثنين، بعدما ألغى اجتماعاً انتخابياً كان من المقرر ان يعقده في ولاية فلوريدا، لمتابعة الاستعدادات للإعصار. ورفضت حملتا المتنافسين الرئاسيين التكهن بتأثير الإعصار على سير الانتخابات، وقال ديفيد إكسلورد كبير مستشاري أوباما، لCNN: "لا أعتقد بأن أحداً يعلم.. نريد للناخبين الوصول دون عوائق لمراكز الاقتراع.. لاعتقادنا بأنه من صالحنا إقبال المزيد من الناس، فمدى الصعوبة التي قد يشكلها هذا هو مبعث قلقنا". وفي وقتٍ سابقٍ، قدّر "المركز القومي للأعاصير" أن "عاصفة خارقة" قد تنجم مع اندماج "ساندي" مع كتلة باردة قادمة من الغرب، ستعصف بمنطقة "نيو إنيغلاند" لعدة أيام، وأضاف جيمس فرانكلين من المركز: "يتوقع أن تتحرك ببطء شديد، ما يعني استمرار تأثيرها لمدة يومين أو ثلاثة". وأعلنت حالة الطوارئ في عدد من الولايات منها كولومبيا وبنسلفانيا، وميريلاند ونيويورك، فيما وقع حاكم "مين" على إعلان محدود للطوارئ.