تطرح مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في عملية استعادة الفلوجة من قبضة تنظيم «داعش» العديد من علامات الاستفهام، فضلا عن القلق المتزايد إزاء الجرائم الطائفية التي درج على ارتكابها منذ ظهوره على الساحة العراقية. ورغم القرار الذي وصف بأنه «مثير للريبة» من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بحصر مشاركة هذه الميليشيات الطائفية في حصار المدينة وعدم مشاركتها في الأعمال العسكرية، إلا أن المعلومات والصور الواردة من الفلوجة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك مشاركة الميليشيات المذهبية في المعارك وفي أكثر من منطقة، وارتكابهم عمليات الذبح وهدم المساجد ونهب المنازل. وتكشف المعلومات نقلا عن مصادر عراقية أن مسلحين من ميليشيات فيلق بدر و «حزب الله» العراقي المدعومين من النظام الإيراني ارتدوا ملابس الشرطة العراقية وشاركوا أيضا في عمليات التنكيل بسنة الفلوجة.. وحسب مصدر عراقي فإن انتهاكات الميليشيات الطائفية في الفلوجة خصوصا الحشد الشعبي وفيلق بدر وغيرهما من الميليشيات الإيرانية والعراقية المدعومة من نظام الملالي، سوف تصدم الرأي العام العالمي عندما يكشف عنها يوما ما، فقد طالت هذه الانتهاكات البشر والحجر، كما يقولون. ويعتقد مراقبون سياسيون أن منظر الإعدامات التي نفذها مقاتلو الحشد في 17 سنيا في الفلوجة هي مجرد جزء من الصورة السوداوية لما يجري في المدينة المنكوبة التي أضحت بين مطرقة داعش وسندان الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية. هناك عمليات تجريف وإبادة لكل شيء في الفلوجة، إذ طالت الانتهاكات عددا من المباني الحكومية منها حرق دائرة إصدار الجنسية والأحوال المدنية وحرق وسلب منازل المدنيين. إن إدانة جرائم الحشد الشعبي لم تعد مدانة فقط عربيا وإقليميا، إذ اتهم تقرير للأمم المتحدة ميليشيات الحشد الشعبي بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين السنة، وهو ما يعكس أن هذه الميليشيات تخوض حربا طائفية ظاهرها أنها ضد تنظيم داعش الإرهابي وباطنها موجه ضد المدنيين العزل في الفلوجة.