فجرت ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية المسجد الكبير في قضاء الكرمة - شرق الفلوجة، وقامت الميليشيات الطائفية بنهب عدد من منازل المنطقة، وكتابة عبارات مذهبية على جدرانها، ومارست الميليشيات خروقات واسعة بعد إعلانها أمس السبت أنها بدأت المرحلة الثانية من عملياتها، التي كان عنوانها البارز تدمير المساجد ونهب منازل أهل الفلوجة. في وقت أعلن فيه متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أن مشاركة فيلق القدس بمعارك الفلوجة، جاء بطلب من الحكومة العراقية . وأفاد شهود عيان من مدينة الفلوجة بأن ميليشيات الحشد الشعبي حملت المسروقات التي قامت بنهبها من منازل أهالى الكرمة على سيارات تابعة لها، وأفادوا بأن ميليشيات الحشد الشعبي تتمركز الآن جنوب الفلوجة. تحفظ إماراتي على صعيد آخر، تحفظت دولة الإمارات العربية المتحدة على استخدام قوات الحشد الشعبي في تحرير المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش في العراق. وقالت خلال الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المعنية بالاستقرار فى برلين: إن عملية تحرير هذه المناطق يجب أن تكون بقيادة الجيش والشرطة العراقية والعشائر من سكان هذه المناطق وبدعم من التحالف الدولي لمكافحة داعش. وترأست الإمارات بالشراكة مع ألمانيا الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المعنية بالاستقرار في برلين أول أمس الجمعة في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش. وقالت وكالة أنباء الإمارات أمس السبت: إن الاجتماع ناقش آخر مستجدات عملية إعادة الاستقرار للمناطق المحررة من تنظيم داعش مثل تدريب الشرطة العراقية ومناقشة دور المرأة ومستجدات عملية إزالة الألغام وجهود صندوق الأممالمتحدة الفوري لتحقيق الاستقرار. وأعلنت الإمارات عن تبرعها بمبلغ لدعم جه7ر36 مليون درهم ود الصندوق وخصوصا لإعادة بناء وتأهيل مشاريع تدعم إعادة الاستقرار في العراق. وشارك في الاجتماع لأول مرة ممثلون من قطاع المساعدات الإنسانية حيث تم استعراض السيناريوهات المتوقعة من عملية تحرير الموصل وخطط المساعدات الإنسانية الطارئ. تحالف القوى العراقية: تعرض مدن سنية لإنتهاكات الحشد تدعم تعرض الفلوجة لاستهداف طائفي من جهته رفض أحمد المساري رئيس تحالف القوى العراقية (الممثل الأكبر للسنة بالبرلمان العراقي) ما يتردد عن وجود مبالغة وتضخيم في مخاوف سنة العراق من قرار إشراك ميليشيات الحشد الشعبي في عملية تحرير مدينة الفلوجة من يد تنظيم داعش، التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، مشدداً على أن عملية القصف العشوائي التي تتعرض لها المدينة في الوقت الراهن وما شهدته مدن أخرى ذات أغلبية سنية من انتهاكات واسعة من قبل ميليشيات الحشد خلال وبعد عملية تحريرها، تدعم وبقوة احتمالية تعرض الفلوجة لاستهداف طائفي خاصة مع إصدار بعض قيادات وعناصر الحشد تصريحات وشعارات مسيئة لأهلها. وحذر المساري في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة قائلا: نخشى أن تؤدي مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الفلوجة لعرقلتها بدلا من تحقيق النصر، إذا استغل الحشد الشعبي محاربة داعش لاستهداف السنة بالمدينة فهذا سيدفع بالكثير من الأهالي خاصة الشباب في الفلوجة وفي غيرها للانخراط في ذلك التنظيم الارهابي، أي أن داعش مع الأسف سيكون هو المستفيد الوحيد. وأضاف: الكل اليوم لديه هذا التخوف بقيام الحشد بانتهاكات وممارسات طائفية ضد السنة. ولفت المساري لعملية القصف العشوائي الذي تعرضت له الفلوجة خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أوجد شعورا بأن هناك استهدافا واضحا للمدنيين. وتساءل باستنكار: لماذا لم تكن هناك دقة في استهداف مواقع داعش فقط، هناك أكثر من 60 ألف مواطن مدني موجودون داخل المدينة، ولانعرف لماذا أيضا لم يتم اللجوء لطريقة حرب المدن التي كنا نعول عليها لتحرير الفلوجة بدلا من القصف العشوائي لمناطق أهلة بالسكان. وفي رده على تساؤل حول كيفية تأكده من أن القصف الصاروخي جاء من قبل ميليشيات الحشد الشعبي لا من الجيش العراقي، خاصة أن الأخير هو من يملك الغلبة والثقل فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة الثقيلة، أجاب: «القصف جاء من قبل المناطق التي تتواجد فيها حاليا ميليشيات الحشد الشعبي». سلاح إيراني ثقيل على مشارف المدينة وتابع المساري : «فصائل الحشد تمتلك الكثير من الأسلحة الثقيلة وصواريخ وحتى طائرات موجهة، ويملكون كل الأسلحة الثقيلة تقريبا فهم يحصلون عليها عبر الدعم الإيراني، ومع الأسف الصواريخ التي اطلقت على المدنيين حملت صور نمر النمر؟! وتلك كانت إشارة طائفية استفزازية». وفي تعليقه على ما أعلنته قيادات الحشد الشعبي من تعهد بعدم دخولها الفلوجة، قال المساري: «الأمين العام لمنظمة بدر هادئ العامري أحد أبرز قيادات الحشد الشعبي تعهد بهذا، وقال: إنه سيطوق الفلوجة من جهة بغداد، ولن يدخلها وإنما سيدخلها أبناء الحشد العشائري من أهل الفلوجة والأنبار فقط ؛ ولكن ما نسمعه أن هناك الآن مشاركة فعلية لقوات الحشد في العمليات التي تتم حاليا بحدود المدينة المجاورة للعاصمة وتقريبا في كل المعارك الحربية». عصائب أهل الحق تتوعد أهل الفلوجة واستطرد: وفي الوقت نفسه سمعنا تصريحات لبعض قيادات الحشد أكدوا فيها بشدة على أنهم سيدخلون الفلوجة ومنهم الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، كما أطلق بعضهم مثل الأمين العام للواء أبو الفضل العباس اوس الخفاجي بتصريحات فيها نهج واستفزاز طائفي ضد المدينة وأهلها مثلت إهانة لهم بوصفه لمدينتهم بأنها منبع الارهاب بالعراق. وأعرب المساري عن تخوفه من أن تكون هناك أسباب طائفية وراء رغبة ميليشيات الحشد في الدخول للفلوجة. وقال موضحا: هم يستهدفون كسر الفلوجة والنيل منها طائفيا، أي استهداف السنة بها، هذا حدث بمدن ومناطق أخرى ذات أغلبية سنية، حدث هذا في تكريت وبيجي وديالي، والكل شهد الانتهاكات الواسعة التي حدثت هناك على يد عناصر الحشد الشعبي، ولا نريد أن نكرر التجربة، وعلى نحو أسوأ بالفلوجة، وأضاف أحمد المساري: الفلوجة تحديدا لها رمزية خاصة، فهي بمثابة المعقل الديني للسنة بالعراق، وتضم أكبر عدد من المساجد السنية ولذا يطلق عليها مدينة المساجد فضلا عما تضم من علماء السنة وشخصيات مرجعيات دينية. ونفى رئيس التحالف أن تكون المطالبة بعدم اشراك الحشد الشعبي بعملية تحرير الفلوجة قد جاءت على خلفية وأسباب طائفية، وشدد على أن السبب الرئيسي وراء تلك المطالبة يكمن في أن الحشد الشعبي جهة غير مسيطر عليها من الطرف الحكومي الرسمي ولديه ارتباطات خارجية، فضلا عن جاهزية أبناء المدينة والمحافظة عددا وتسليحا في الدفاع عنها وتحريرها مع اسناد من الجيش العراقي مما يدحض ذريعة الاحتياج لقوات الحشد. ولفت المساري لما يردد ويتداول من صور لقائد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهو متواجد في منطقة القتال على مشارف الفلوجة ، متسائلا باستنكار: لو صحت تلك المعلومات وقناعتنا أنها صحيحة، فماذا يفعل هذا الرجل بالفلوجة؟!. وزاد: إن تلك الارتباطات الخارجية للحشد هي ما تدفعنا بقوة لرفض مشاركتها. وأبدى المساري تشككا بالغا في الرد الذي تلقاه تحالف القوى العراقية عندما قام بمخاطبة رئيس الوزراء حيدر العبادي وكافة القيادات العراقية بشكل رسمي بشأن رفضه القاطع لمشاركة الحشد الشعبي بعملية تحرير الفلوجة، وأوضح: كان الرد هو أن الفلوجة ستحرر على يد الجيش والحشد العشائري فقط، وأن الحشد الشعبي يعمل تحت قيادة غرفة العمليات المشتركة، ولن يسمح له بدخول المدينة وارتكاب أي انتهاكات كما حدث من قبل، ولكننا نتخوف بشدة من عدم تحقق ذلك بالمستقبل. ولفت لعدد من الوقائع تزيد من الشكوك حول مدى التزام ميليشيات الحشد بأي وعود وتعهدات صدرت من القيادات الحكومية كرفع تلك الميليشيات لرايتها وعلمها إلى جانب العلم العراقي ورفع صور نمر النمر.. وأوضح بالقول: رفع راية وعلم الحشد يستفز كل أهالي المنطقة وكل العراقيين، نحن لا نريد أن ترفع إلا راية العراق ولا نقبل أن ترفع أي راية أخرى لا بالفلوجة ولا غيرها، تلك ممارسات وأعمال طائفية استفزازية. رفع صورالإرهابي نمر النمر وأردف حول رفع صورة الإرهابي نمر النمر: »أيضا رفع صور نمر النمر أمر طائفي بحت، ما علاقة النمر وهو مواطن سعودي تم إعدامه من قبل سلطات بلده الرسمية بسبب تجاوزه على القانون السعودي، ما علاقتنا نحن بالعراق بكل هذا وبنمر النمر، تلك إشارات طائفية من قبل طائفيين من أجل خلق استفزاز طائفي بالمعركة». واستنكر المساري ما يتردد عن وجود تعاطف واسع من قبل عشائر وأهالي الفلوجة مع داعش عند دخولها للمدينة واتخاذ ذلك ذريعة للبطش بهم خلال عملية التحرير. وقال مدافعا: هذا كلام غير دقيق أهالي الفلوجة لم يرحبوا بداعش وإنما كانت هناك ثورة على الظلم الذي كانت تنتهجه حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكان هنالك ثوار عشائر وفصائل جهادية تختلف تماما عن داعش بل واضطرت للخروج منها لرفضها مبايعته. واضاف: نزوح مئات الآلاف من الفلوجة خارجها عند دخول داعش هو أكبر دليل على عدم ترحيب المدينة بذلك التنظيم الارهابي. وقال: ومن بقى بالفلوجة هم الضعفاء والفقراء من المواطنين الذين لم يستطيعوا الخروج من المدينة وبقوا كأسرى لداعش. إلا أن المساري عاد وأقر بانضمام عدد قليل من شباب الفلوجة للتنظيم الارهابي بعد أن نجح الاخير في التغرير بهم نتيجة ما تعرضوا له من ظلم في عهد حكومة المالكي. وأوضح داعش عدو لأهل للفلوجة والانبار والعراقيين جميعا، ولا يمكن لأحد إلا من غرر به أن ينضم إليه، هم عدد قليل من الشباب غرر بهم وانضموا لداعش وهؤلاء تم التخلي عنهم من قبل المدينة وأعلنت العشائر تخليها عنهم. وجدد المساري تحذيره من أن تدخل الحشد الشعبي في معركة تحرير الفلوجة سيضر بها ولا يدفع باستعجال النصر، مشددا على أن الأهالي قد تستفز من ميليشيات الحشد وممارساتها الطائفية كما تستفز من داعش، وقد تكون النتيجة المزيد من انخراط الشباب بالفلوجة وغيرها في التنظيم، وهذا أمر لا نريده، نحن نريد أن نسحب الشباب الذين غرر به وأن ويعودوا لأهلهم ومناطقهم، أما بهذه الطريقة وبهذا التعامل فستكون عملية استعادة هؤلاء صعبة. وكانت الفلوجة أول مدينة يسيطر عليها التنظيم في العراق عند اقتحامه لأراضيه في يناير 2014م وضع إنساني بالغ السوء ووصف رئيس تحالف القوى العراقية الوضع الانساني بالفلوجة بكونه بالغ السوء، موضحا: هناك ما يقرب من 60 الف مواطن مدني محاصرون داخل المدينة من قبل تنظيم داعش، وأن التحالف طالب جميع القيادات بسرعة فتح ممرات آمنة لإخراجهم منها ونقلهم لمعسكرات معدة ومجهزة لاستقبالهم في منطقة الخالدية بالمحافظة، الا أن عملية خروج هؤلاء لن تكون سهلة مع استخدام داعش لهم كدروع بشرية. واختتم المساري حديثه بتقديم الشكر للمملكة العربية السعودية على تقديمها العديد من المساعدات للشعب العراقي بالفترة الاخيرة، غير أنه أعرب عن استيائه من عدم توزيع تلك المساعدات الانسانية حتى الآن وبقائها مكدسة بالمطار منذ وصولها قبل اسبوع كامل، مشددًا على أن تحالف القوى العراقية لا يزال يعتبر هذا الأمر حتى الآن مجرد تقصير وإهمال حكومي أما إذا زاد الأمر عن ذلك الحد، ولم تستجب الحكومة للضغوط الموجهة لها بسرعة توزيعها، فسيسهل اتهام الحكومة بتعمد الأمر. عائلات عراقية هربت من معارك الفلوجة