فيما احتدمت المعارك بين القوات العراقية وبين مقاتلي تنظيم داعش في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار ومحيطها لليوم الثالث على التوالي، قالت تقارير إن الميليشيات الموالية لإيران، ومن بينها الحشد الشعبي وحزب الله العراقي، تعمل لتحويل معركة الفلوجة إلى حرب طائفية. وتساءلت الإذاعة الفرنسية الناطقة باللغة الفارسية "آر إف آي"، في تقرير لها عن مغزى الخطوة التي أقدمت عليها ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيات "حزب الله العراق" خلال المعارك ونشرها صورا لقاذفة صواريخ موجهة ضد داعش في الفلوجة تحمل صور الإرهابي "نمر النمر"، مشيرة إلى أن ذلك يعد تصرفا يعكس السياسة الإيرانية غير المسؤولة. وكانت صفحات مناصرة للميليشيات الطائفية بثت في مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر لقاء بين رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على أطراف الفلوجة. وجاء ذلك بعد بث مليشيا النجباء صورتين تظهران سليماني في غرفة لقيادة عمليات المليشيات بحضور عدد من قادتها، بينهم هادي العامري وأبومهدي المهندس. من ناحية ثانية، أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، أمس، عدم وجود خطة لدخول مقاتلي "الحشد الشعبي" إلى الفلوجة. وقال المتحدث باسم التحالف، العقيد ستيف وارن، إن "طائرات التحالف وجهت 30 ضربة جوية لمواقع داعش بالفلوجة، مشيرا إلى وجود ما يقارب 50 ألف مدني في المدينة. تأجيل التظاهرات دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السكان إلى إرجاء تظاهرات مقررة اليوم في بغداد، للمطالبة بتشكيل حكومة جديدة بسبب انشغال قوات الأمن بعمليات "تحرير الفلوجة". وقال خلال زيارته الثانية إلى مقر عمليات تحرير الفلوجة، برفقة رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري "أدعو شبابنا إلى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة لأن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير". يذكر أن آلاف الأشخاص وغالبيتهم من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يتظاهرون كل يوم جمعة للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية وتغيير وزاري، كما اقتحم المتظاهرون الأسبوع الماضي المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم المباني الحكومية المهمة للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع. مواصلة التقدم على صعيد المعارك، قال قائد عمليات الأنبار التابعة للجيش العراقي، اللواء إسماعيل المحلاوي أمس، إن قوات من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، وبإسناد من طيران التحالف الدولي، والقوة الجوية ومروحيات الجيش، يواصلون تقدمهم نحو مدينة الفلوجة، مقابل تقدم آخر نحو جزيرة الخالدية بذات المحافظة، فيما أوضح المستشار السياسي لمحافظ الأنبار حمة سليمان إن حكومة الأنبار المحلية اتفقت مع قيادة عمليات تحرير الفلوجة على اعتماد ما يعرف بالقصف الذكي في استهداف تجمعات ومواقع تنظيم داعش داخل المدينة حفاظا على أرواح المدنيين وممتلكاتهم.